منتديات أبناء سنار التقاطع
[center][center]أهلا وسهلا بأخي.. :
"¨°°o°°¨]§[° إسم العضو °]§

[color=darkblue]أسعدنا تواجدك بيننا على أمل أن تستمتع وتستفيد
وننتظر مشاركاتك وتفاعلك فمرحبا بك بين إخوانك
ونسأل الله لك التوفيق والنجاح والتميز


cheers
[/center]

إدارة المنتدي [/center]
منتديات أبناء سنار التقاطع
[center][center]أهلا وسهلا بأخي.. :
"¨°°o°°¨]§[° إسم العضو °]§

[color=darkblue]أسعدنا تواجدك بيننا على أمل أن تستمتع وتستفيد
وننتظر مشاركاتك وتفاعلك فمرحبا بك بين إخوانك
ونسأل الله لك التوفيق والنجاح والتميز


cheers
[/center]

إدارة المنتدي [/center]
منتديات أبناء سنار التقاطع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي تواصل اجتماعي وتعارف
 
الرئيسيةربوع بلادي أحدث الصورالتسجيلدخول

****(( مرحب بكم في منتديات أبناء سنار التقاطع )) ****

**** (( مر حب بكم في منتديات أبناء سنار التقاطع )) ****
**** (( مرحب بكم في منتديات أبناء سنار التقاطع )) ****
**** (( مرحب بكم في منتديات أبناء سنار التقاطع )) ****
**** (( مرحب بكم في منتديات أبناء سنار التقاطع )) ****
*** (( مرحب بكم في منتديات أبناء سنار التقاطع )) ***
**** (( مرحب بكم في منتديات أبناء سنار التقاطع )) ****

 

  هـذا الكتـاب ......

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mubarak omer
المدير العام
mubarak omer


عدد المساهمات : 633
نقاط : 1792
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 14/05/2011
الموقع : sennar-junction.yoo7.com

 هـذا الكتـاب ...... Empty
مُساهمةموضوع: هـذا الكتـاب ......    هـذا الكتـاب ...... Icon_minitimeالخميس نوفمبر 10, 2011 8:50 pm

تشكل مقالات الكتاب وحواراته ، وجهاً إبداعياً ناصعاً من وجوه إبداعات الراحل محمود درويش (13/3/1941-9/8/2008) النثرية ، قد لا يكون أكثرها معروفاً عند بعضهم . كان المرحوم قد كتبها ونشرها ، مع بدء انطلاقته الشعرية الأولى في مجلات : الجديد (حيفا) و زو هديرخ ([1]) (تل أبيب) والآداب (بيروت) ، حين كان يعمل في مجلة الجديد كاتباً أو رئيساً للتحرير ، أي قبل هجرته القسرية من الوطن في العام 1970 ، في حقبة كانت تعج بالتحولات والصراعات والتفاعلات إيذاناً بحراك أو نهوض أدبي ثقافي عام . من هذا المنظور ، فإن هذه المقالات والحوارات يُمكن أن تعد وثائق أدبية وفكرية ثقافية بامتياز ، فضلاً عن كونها مرآة حقيقية تعكس ، بصدق ، حرارة تجربة الشاعر وقد امتزجت بحياته الشخصية .
يُذكر أنه بعد أن أمعنت سلطات الحكم العسكري الجائر ، في تشديد الخناق على الشاعر ، وما تفننت به من صنوف التضييق والملاحقة وتقييد حريته في الكتابة والحركة ، بما في ذلك السجن التعسفي إلى فرض الإقامة الجبرية ، ما يعني منعه من مغادرة منزله من غروب الشمس إلى شروقها ، وأن يثبت وجوده في مركز الشرطة في الساعة الرابعة من بعد ظهر كل يوم . وفي هذا يقول الراحل : ((الكثيرون من أصدقائي يتألمون من أجلي . هذه الملاحقات.. الاعتقالات وأوامر الإقامة الجبرية التي تحدد حرية تجولي في وطني ، أصبحت جزءاً من حياتي اليومية ولكنني أنظر إليها باستهتار يكاد يكون خبيثاً . لست متوتراً ولست مندهشاً . أجلس في غرفتي كل مساء ، ويطربني أن أرتبط بالشمس ، لأني أُمنع من مغادرة البيت بعد غروب الشمس . منحوني شرفاً كبيراً عندما ربطوا خطواتي بالشمس . أجلس في الغرفة أقرأ ، أسمع موسيقى ، وأنتظر البوليس . وفي الساعة الرابعة بعد كل يوم أثبت وجودي في محطة الشرطة بابتسامة حقيقية غير لئيمة دائماً)) ! مرة أخرى ، يقول درويش عن سجنه ((وما يسمى هنا بالمساواة بين السجناء يقنعك بإمكانية فقدان بعض التعابير معانيها الأصيلة.. هنا ينام في غرفة واحدة وعلى سرير واحد.. ويربط بسلسلة حديدية واحدة : القاتل والسارق واللوطي والسياسي والشاعر)) !
آنذاك قرر درويش ، نهائياً ، بعد أن استقر في روعه استحالة استمراره على تلك الحال ، أن يغادر البلاد ، مفضّلاً الابتعاد عن وطنه وأهله ومحبيه ، على تلك الحياة التي لم تعد تطاق ([2]) !

2

عديد هذه المقالات والحوارات خمسة وثلاثون ، أول المقالات ((رأي.. في شعرنا)) (آب/أغسطس ، 1961) ، وآخرها ((واقع الكاتب العربي في إسرائيل)) (كانون أول/ ديسمبر ، 1970) . أما الحوارات الصحفية التي أجريت مع درويش فثلاثة ارتأيت من الأهمية والضرورة ضمها إلى المجموعة ، للعلاقة ذاتها التي تجمعها معها وتربطها بها ، وبالأخص لما فيها من تجانس يتوافق مع سائر المقالات ، ولتحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة المرجوة . الأول ((مع الشاعر محمود درويش : حياتي وقضيتي وشعري)) (الجديد ، العدد 3 ، 1969) كان أجراه معه الأديب اللبناني محمد دكروب ونشره في المجلة اللبنانية (الطريق ، كانون أول ، 1968) والثاني ((حديث صحفي مع محمود درويش)) (الجديد ، العدد 11 ، 1969) والأخير ((مقابلة أدبية مع محمود درويش)) (الآداب ، العدد 9 ، 1970) . ومما فيها ، تسليط مزيد من الأضواء على بعض القضايا والإشكاليات التي كان المرحوم عرض لها في مناسبات سابقة .
لقد جمعتها جميعاً من مظانها الأصلية ، وأبقيت على ترتيبها الزمني كما ورد في الأصل . وقد يكون ثمة مقالات أخرى لم أتمكن من الحصول عليها أو الاهتداء إليها وهو ما يدفعني إلى مناشدة كل من لديه مقال أو حوار من تلك المرحلة تحديداً ، أن يتفضل ، مشكوراً ، فيزودني به ، أو يدلني عليه لكي يكتمل عِقد هذه المقالات وتكون فائدتها أشمل وأكمل .
لقد كان في موت الراحل مفاجأة كبرى وفاجعة أكبر لنا جميعاً ، لما تركه من خسارة
وفقد وفراغ ، لاسيما في كرسي الأدب والشعر منه تحديداً . ومن هذا المنطلق كان الدافع الرئيس والمباشر ، إلى جمع هذه المقالات والحوارات وإصدارها في كتاب مستقل يليق بقامة الفقيد الإنسان أولاً والمبدع ثانياً ، وهو أقل ما يمكن أن يُقدم لذكرى روحه الخالدة . وفي الوقت ذاته ، لجعلها في متناول يد كل مهتم بهذه الظاهرة الدرويشية .
وإذا كان الشاعر برحيله عنا قد فاجأنا جميعاً ، فإنه لم يكن مفاجئاً بالنسبة له هو ! فيبدو أنه كان على موعد مع الموت وفي انتظاره ، وهو ما يستوقفنا ويثير فينا الدهشة حقاً ! يقول في قصيدته الأخيرة ((لاعب النرد)) قبيل رحيله :
((في الساحة المنشدون
يشدُّون أوتار آلاتهم
لنشيد الوداع)) !
وقد تكرر المشهد ذاته مع الفقيد من قبل أيضاً ، حين بدأ يستشعر في أعماقه أن داعي الرحيل مقبل نحوه ، أو أنه يحث الخطى تجاهه ويناديه ! ها هو ينشد في المقطع الأخير من قصيدته ((جدارية)) :
((أما أنا - وقد
امتلأتُ بكل أسباب الرحيل -
فلست لي .
أنا لست لي
أنا لست لي ؟))
3

المقالات مهمة وثريّة ، كتبها محمود على مدار عقد زمني تقريباً ، قبل مغادرته أرض الوطن العام 1970 ، في مرحلة من أهم وأدق المراحل التي مر بها في حياته ، هو وسائر أبناء الشعب العربي الفلسطيني ، وبضمنهم البقية الباقية في أرض الوطن . مرحلة ، كانت تعد فيها القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية . لهذا ، تُشكل هذه المقالات والحوارات جميعاً مصدراً ثرّاً ، ومنهلاً عذباً ومرجعاً مهماً ، يصعب على كل قارئ ودارس ، باحث أو مهتم بالفقيد أن يتجاوزه ، لاسيما من ينوي إعداد دراسة ضافية وافية ، عن حياة الشاعر ، بشقيها الأدبي والإنساني من تلك المرحلة المبكرة
لسيرة حياته الشخصية والإبداعية .
يُلمح الشاعر ، في المقالات والحوارات ، إلى طفولته المعذبة ، وقد كانت مأساة مثناة كما يصفها في قوله ((إن طفولتي هي بداية مأساتي الخاصة التي ولدت مع بداية مأساة شعب كامل . لقد وُضعت هذه الطفولة في النار ، في الخيمة ، في المنفى ، مرة واحدة وبلا مبرر تتمكن من استيعابه)) ! وفي قوله ((ومن هنا أيضاً أستطيع أن أحدّد منبع حساسيتي الشديدة تُجاه العدوان ، فإن طفولتي كانت ضحية عدوان . وأجد الآن ، خلال هذه المراجعة ، أن الطفولة لم تكن تعني مرحلة من مراحل حياتي وإنما كانت وطني . وفي وطن الطفولة كنت أشعر بالمراحل : الحرمان ، الخوف طرح الأسئلة ، العزلة التأمل ، ثم الغضب على شيئين : على الواقع الجديد وعلى الذين احتلوا طفولتي – وطني ، وقادوني إلى هذا الواقع)) !
كما تتضمن المقالات والحوارات موضوعات وظواهر ودراسات ، وفيها آراء ومواقف للشاعر تنم على نقد أدبي تقدمي متقدم ، وكشف لرؤاه وأسلوبه وفكره بشأن بعض القضايا الأدبية والثقافية والاجتماعية ؛ التي تلامس همومه الفردية والجمعية على حد سواء . لقد حمل على عاتقه حزنه وحزن أبناء شعبه معاً . يقول ((فعندما يشكو الشاعر لا توجع شكواه قلبه فقط ، لأنها ليست ألم قلبه هو إلا لأن قلبه مرصد أحزاننا جميعاً..)) !
يتجلّى من المقالات والحوارات أن محموداً كان رائداً في ما كتب ، وصريحاً جريئاً في مواقفه وآرائه . كان سبّاقاً في التنبّه ، منذ وقت مبكر ، على قضايا وإشكاليات متعددة وهو مدرك بوعيه الثاقب وبصيرته الحادة ، ما لها من الأهمية والحيوية . لا غرو إذاً ، أنها ما زالت كتابات مفصلية راسخة يعوّل عليها في كل كتابة بحثية أو دراسة للأدب الفلسطيني ، لاسيما في الشعر والنقد الأدبي . ولا بد من التأكيد أن أهميتها لا تكمن في قيمتها الأدبية فحسب ، إنما في قيمتها المعنوية أيضاً ناهيك بسياقها الزمكاني الذي أفرزها وظللها .
وهي تلقي ، كذلك ، أضواء ساطعة على بعض القضايا الأدبية المهمة ، كما المقال الأول ((رأي في شعرنا-1)) ، والمقال الثاني ((رأي في شعرنا-2)) ، والمقال الثامن ((في الشعر)) ، والمقال الخامس والعشرون ((محاولة لوضع حركتنا الشعرية في مكانها الصحيح : أنقذونا من هذا الحب القاسي)) !
ومن الإشكاليات التي تعرض لها الحوارات ، وهو ما يُمكن أن يستوقف القارئ بنحو خاص ، العلاقة بين الشاعر والقرّاء ، كما يشير درويش في كلامه إلى مُحاوره ((إنها تعكس حاجة القرّاء إلى الإحساس بأنهم مسؤولون عن شعرائهم وبأن هؤلاء الشعراء خاضعون لمراقبتهم الصارمة . دعنا نعتبر الأمر – في آخر المطاف – علامة عافية ودليلاً على العروة الوثقى بين مبدع الكلمة ومتلقيها)) .
وحين بالغ بعض المراقبين أو النقاد العرب في مدح الشعر الصادر عن شعراء فلسطين-48 ، كانت له وقفة جريئة إذ أطلق صرخته المدوية في ((محاولة لوضع حركتنا الشعرية في مكانها الصحيح : أنقذونا من هذا الحب القاسي)) ! التي ما زالت أصداؤها تتردد إلى الآن ، بغية تطوير كل ما هو أصيل وجميل وقمين بالحياة !
أما عن علاقته بناشري كتبه دون استئذان فيقول ((لست متحمساً للطريقة التي تنشر فيها كتبي في بيروت . إني أسمع عن صدور كتب لم أصدرها . لماذا ؟ لم أمت بعد عندما أموت افعلوا بي ما تشاؤون ! ولكن الآن دعوني أعمل على مهلي ! دعوني أكتب في الظل ، واتركوا لي أن أقرر متى أخرج إلى الضوء..! ومع ذلك أريد أن أشكر الناشرين الذين يهتمون بأعمالي ولكنه شكر مشوب بالعتاب الودي)) ! ثمة مقالات فيها مراجعات أدبية لبعض الكتب ، من مثل ((ثلاثة دواوين من الشعر الحديث)) توقف فيها عند دواوين لكل من سلمى الخضراء الجيوسي ، وأحمد عبد المعطي حجازي ، وفدوى طوقان ، ومن مثل ((كتاب من بيروت : قضايا الشعر المعاصر)) للشاعرة العراقية نازك الملائكة . وهنالك وقفات أخرى عند بعض الشعراء وأشعارهم من عرب وفلسطينيين وأجانب ، مثل ((حبر على ورق : بدر شاكر السياب)) ، وسميح القاسم في ((حبر على ورق : على هامش أغاني الدروب)) و ((ناظم حكمت النشيد الخالد)) .
وفي كلامه على السياب ، يقول ((بدر شاكر السياب ، الشاعر العراقي الموهوب التقيت بشعره منذ فتحت عيني على الشعر ، فماذا رأيت ؟
رأيت العراق الغاضب.. العراق الحاقد.. العراق الذي يتربص ليكسر القمقم.. وينطلق ! ورأيت كيف يتزحزح هذا المارد السجين ، فيجرح في الطرقات ويلون دمه دجلة والفرات)) !
ويقول عن الطريق الذي سلكه أو ما مدى تأثره بشعراء آخرين : ((وأنا أعتبر نفسي امتداداً نحيلاً ، بملامح فلسطينية ، لتراث شعراء الاحتجاج والمقاومة ، الذين هضمت تجاربهم في الشعر والحياة ، وأمدوني بوقود معنوي ضخم)) . ويقول : ((ولكن هذا الشعر الجديد الذي كنا نقرأه في الاتحاد والجديد للشرقاوي ، والبياتي والبغدادي وبسيسو ، والسياب وغيرهم ، يشعرنا بعلاقة أقرب ويلهبنا بالحرارة لصلته المباشرة بالواقع ، فأخذني هذا الشعر إلى أول الطريق)) .
وكانت له وقفات مع أدباء عالميين وسياسيين مشهورين ، من مثل : سوفوكليس وغوركي ، ولينين وآخرين .
ويرى درويش أن كل أدب إنما هو مرآة تعكس الواقع الاجتماعي الذي أنتجه ((كل مجتمع موزع نهب تناقضات طبقية ، أو راسف تحت الظلم الاجتماعي والسياسي لا بد من أن ينتج فيه نوعان من الأدب.. أدب يصون واقع وأماني الطبقة الشعبية التي تبني الحياة ولا تنال جزاء ، وأدب يصون واقع الطبقة الأخرى وما يتفرع منها
من ذيول وأطراف مباشرة وغير مباشرة..)) .
وفي المقالات والحوارات إشارات جميلة ، إلى من يكنّ لهم مودة ووفاء وعرفاناً بالجميل ، كقوله ((ولا أزال حتى اليوم مديناً لبعضهم – ومن بينهم معلم شيوعي هو نمر مرقس – قاموا بتوجيهي وساعدوا خطواتي الأولى في الشعر)) .
وبسمو يستحق التقدير ، لا يفوته أن يسجّل محبته لمعلمته التي احتضنته ورعته أثناء دراسته في مدرسة كفر ياسيف الثانوية لقوله ((هناك التقيت بشخصية يهودية أخرى تختلف تمام الاختلاف ، هي المعلمة شوشنة التي لا أملُّ الحديث عنها . لم تكن معلمة كانت أُماً . لقد أنقذتني من جحيم الكراهية . كانت – بالنسبة لي – رمزاً للخدمة المخلصة التي يقدمها يهودي طيب لشعبه . لقد علمتني شوشنة أن أفهم التوراة كعمل أدبي ، وعلمتني دراسة بياليك ، بعيداً عن التحمس لانتمائه السياسي وإنما لحرارته الشعرية)) .
أليست هذه المقالات والحوارات جديرة بالقراءة والتوقف عندها ، بغية دراستها وفهمها بشكل معمق ، وأن يطّلع عليها أبناء شعبنا وأمتنا والقرّاء كافة في مختلف الأقطار العربية والعالمية على حد سواء ؟

4

وقد يكون في النماذج المختارة الآتية ، على الرغم من صعوبة التحديد والاختيار مما أورده الشاعر الراحل في المقالات والحوارات ، ما يؤكد أهميتها الخاصة وحيويتها :
· ((...فالفنان الأصيل يقاس بمقياسين – حسب رأيي – أولاً.. مدى تعرّفه على ذاته.. واستقلاله بها.. وثانياً.. بمدى معرفته للحياة.. ولكن الخطر ناجم من الذات الأنانية التي لا تخرج من إطارها المحدود الضيق.. ولا تلتقي مع الذوات الإنسانية الأخرى المحيطة بها.. وناظم حكمت.. الشاعر الكبير.. قال : الشاعر الأصيل هو الذي تمتزج تجربته الشعرية بحياته ذاتها..)) (المقال الأول) .
· ((ولكن الواقع المؤسف كان .. أن سلكنا أسهل الطرق .. وهبطنا بحماس فاق
حماسه لنرضيه.. ولنشتري تصفيقه على حساب الفن الذي ضاع من أكثر شعرنا.. وقد وجد هذا الخطر تربة خصبة في المهرجانات الشعرية الكثيرة.. والتي بقدر ما نعترف بفائدتها بإيقاظ الوعي السياسي عند شعبنا.. وتذكيره دائماً بواقعه المر.. وفتح عيونه على جراحه وقيوده.. وشد خطواته من جديد على درب الكفاح.. بقدر هذا نخاف على القيمة الفنية في الشعر.. نحن لا ننكر اعتزازنا بالتمازج والتقارب الأخوي الكبير بين الشعراء وشعبهم.. ولكننا نأسف لتحول شعره إلى شعارات لا فارق بينها وبين الخطب السياسية إلا الأوزان..)) (المقال الأول) .
· ((وحين نتحدث عن الأدب وخاصة عن الشعر ، لا نستطيع بسهولة أن نفصل بين ما يسمى مضموناً وما يسمى شكلاً مع أن هذا الأمر ليس مستحيلاً. ولكن هذا
لا يعني أن القصيدة تستطيع أن تنجح وتؤدي رسالتها الإنسانية والفنية إذا اغتنى مضمونها ، وحمل أفكاراَ رائعة هذا لا يكفي ، لأن الشعر ، كما قلنا ونقول دائماً رسالة وفن.. الرسالة في المضمون ، والفن يكمن في الشكل.. وبمقدار ما يكون الشكل ملتحماً مع المضمون تدنو القصيدة من المعنى الصادق القريب للشعر الرائع..)) (المقال الثاني) .
· ((الفرق بين الشعر القديم والحديث هو باختصار.. أن الشعر القديم فكرة.. والشعر الحديث صورة وإحساس.. هذا في الشكل.. وفي المضمون ، أصبح الشاعر إنساناً بعد أن كان مغنياً أو واعظاً أو فارساً..)) (المقال الثالث) .
· ((إن طريقاً واحداً مفتوحاً أمام الحكومة لإسكات هذا الشعر الصادق المخلص لآلام الجماهير وأمانيها ، الذي تعتبره خطراً عليها !
الطريق هو منح العرب كل حقوقهم بدون تمييز وتجزئة ! ومعاملتهم كمواطنين.. لا رعايا ! أما أن تخاطبهم بلغة السيف ، فلن يزيدهم هذا إلا شحذ أسلحتهم – ومنها الأدب–دروعاً يتحطم عليها هذا السيف الخشبي المصنوع من الأكاذيب والافتراءات الفاشلة !)) (المقال الخامس) .
· ((نود أن نعلم شبيرا وكل زمرته ، أننا نؤمن بالتعاون والتقارب ، بين شعبي البلاد وكل الشعوب ، ولكن ، ليس بالطريقة التي يفهمها هو .. ليس بالتنكر لحق شعب ، وبناء مصير شعب على أطلال الآخر..
وأخيراً.. عليك رحمتنا ونقمتنا !)) (المقال الخامس) .
· ((والسلاح الثاني... اسمه الإرهاب ، وهو موجه إلى المعلمين ، لكي لا يتسرب النور منهم إلى طلابهم.. ووضع المعلمين تحت ميكروسكوب يرصده ثلاثة خبراء.. اسم الخبير الأول : إدارة المعارف ، والثاني : الحكم العسكري والثالث : جهاز الشين بيت)) (المقال السابع) .
· ((إن الموسيقى التي تصدر عن الوزن والألفاظ والقوافي ، هي العمود الفقري للشعر.. فلا حياة ووجود له بدونها . تماماً كجدول الضرب في الرياضيات وكالنوتة في الموسيقى ، وكل قطع صلة بالقديم باسم التجديد هو خيانة للشعر لأن الشعر الحديث هو الابن الشرعي للشعر القديم . ولذلك فقطع كل الشرايين التي تربط الابن بالأب ليس من التجديد في شيء ، فالتجديد يعني فهم الضرورة له ، وهذه الضرورة لا يمكن فهمها ما لم نفهم القديم الذي يثور عليه البعض . وهذا هو الواقع الحزين لكثيرين من الشعراء المعاصرين..)) (المقال التاسع) .
· ((ومن هنا ، إنا ما جئنا لنبكي ! لأن كل نواحات العرب لن تروي غليلاً ولن تطفئ أوار ما اشتعل في أرض الرافدين الخالدين !
في العراق ثلاثة :
دجلة والفرات.. والرفاق .
فهل تقضي على هذه الحقائق الباقية هذه الثيران البرية المنفلتة من عقالها في غفلة من الشعب ؟!
أنهار العراق.. صارت ثلاثة يا رفاق :
دجلة ، والفرات ، والدم .
وكما خلد دجلة ، والفرات ، سيخلد نهر الدم !
وكما اكتسح دجلة والفرات – توأما الزمان والأبد – كل الطغاة الذين مروا على العراق ، سيكتسح نهر الدم هذا الطراز ((العربي)) من الفاشستية يا رفاقي !)) (المقال
الثالث عشر) .
· ((وبدر شاكر السياب ، من الشعراء الرواد الأوائل الذين استعانوا بالأسطورة استعانة كبيرة ، فجلبت له من الخير الفني التعبيري الناجح أكثر مما جلبت لسواه من الذين أغرقتهم حين أغراهم التقليد . واستند ، بالأساس ، إلى الأسطورة اليونانية والبابلية ، وصليب المسيح ، وكل أسطورة ترمز إلى الحزن الذي كان زاده الشعري الدائم . لقد كان كالمسافر الضائع الذي يلهيه الغناء عن وعثاء السفر)) (المقال السادس عشر) .
· ((إن الحقوق الفريدة التي تتمتع بها الأقلية العربية في إسرائيل كذبة فظة لا تستساغ . يكفي أن نذكر الحكم العسكري في النصف الثاني من القرن العشرين . وسرقة الأرض العربية ، والتمييز القومي..!)) (المقال السادس عشر) .
· ((ولكن ، عندما لا تتوقع علاقة أخرى ممن لا يؤمن بإمكانية بقائه إلا على انتهاء وجودك.. وعندما لا تتوقع من الذئب إلا الافتراس.. وعندما تدرك أن عدوك هو قبل كل شيء عدو نفسه.. لأنه عدو الحياة ، عندئذٍ ينقلب أمل انتصاره عليك إلى خيبة ويتحول سجنك إلى ((دير)) تصلي فيه للحرية صلاة لا كلفة فيها ولا تحفظ ولا مواربة وكأنك تحترفها . ويتحول حبك للوطن إلى نوع جديد من الصوفية لأن فيها الخضوع والقوة والتواضع والكبرياء)) (المقال الحادي والعشرون) .
· ((أستطيع الآن أن أسجل أن محبتي للقمر ولدت في يوم واضح في الذاكرة.. وساعة واضحة . عندما فتح السجان باب زنزانتي.. كان أول ما رأيت.. القمر يرسل لي بسمات مشاركة في الوحدة أكثر من بسمات الغباء . كان كمن يزف إليَّ بشرى بقاء الجمال جميلاً ، لم يحدث شيء ، نحن في انتظارك ! هكذا قالت لي حروفه الفضية !)) (المقال الحادي والعشرون) .
· ((إن أهمية شعرنا الموضوعية تكمن في التحام هذا الشعر بكل ذرة من تراب أرضنا الغالية.. بصخورها ووديانها وجبالها وأطلالها.. وإنسانها الذي يظل مرفوع الرأس رغم ما ينوء به كتفاه من أعباء ، وما يشدّ يديه وإرادته من قيود..
إنسانها الذي قاوم ، ولا يزال يقاوم الظلم ، والاضطهاد ، ومحاولات طمس الكيان والكرامة القومية والإنسانية وكأني به يقول : ((اللهم لا أسألك حملاً خفيفاً.. بل أسألك ظهراً قوياً)) . ثقيلة هي الأحمال.. وقوية هي الظهور)) (المقال الخامس والعشرون ) .
· ((وإذا كان من الجائز تسجيل ملاحظة هامشية في مجرى حديثنا عن ميزة الصدق في حركتنا الشعرية ، فإننا لا نظلم أحداً إذا لاحظنا أن المبالغة في تقدير شعرنا ، قد أدت إلى أن يقوم بعض شعرائنا الناشئين بعملية تصميم قصائدهم وفقاً لمقاييس غريبة عن الصدق ، وكأنهم يستوحون قصائدهم من تصورهم لكيفية استقبال تلك الإذاعة لها)) ! (المقال السادس والعشرون) .
· ((نحن لم نبحث عنه.. عن هذا الوطن في حلم أسطوري وخيال بعيد ، ولا في صفحة جميلة من كتاب قديم . نحن لم نصنع هذا الوطن كما تصنع المؤسسات والمنشآت . هو الذي صنعنا . هو أبونا وأمنا . ونحن لم نقف أمام الاختيار . لم نشترِ هذا الوطن في حانوت أو وكالة ؛ ونحن لا نتباهى ، ولم يقنعنا أحد بحبه . لقد وجدنا أنفسنا نبضاً في دمه ولحمه ونخاعاً في عظمه . وهو ، لهذا ، لنا ونحن
له)) (المقال التاسع والعشرون) !.
· ((إننا نؤمن بإمكانية أن يعيش العرب واليهود معاً ، فالتاريخ العربي لم يعرف العداء لليهود . ولكن لماذا لم تتحقق هذه الإمكانية ؟ لأن الصهيونية – بمساندة الإمبريالية – هي التي تريد فلسطين بدون عرب ؛ وهي لا تعترف ، حتى
مجرد اعتراف شكلي بوجود الشعب العربي الفلسطيني)) (المقال الثاني والثلاثون) .
· ((ولكنّ ((آخر الليل)) الذي أعتبره أفضل ما كتبت ، استقبل بفتور علني من أغلبية القراء في بلادنا . قال لي عشرات من المثقفين : ((يا محمود ! عد إلى الوراء . إذا كان هذا هو التقدم الفني فليتك لم تتقدم)) . وقيل لي ، بشفقة : ليتك لم ترحل عن القرية.. هذا الشعر غير مفهوم !. ومجمل رأي القطاع الأوسع من القراء هو أن هذا الديوان يمثّل بداية سقوطي)) (الحوار الأول) .
· ((بودي القول : إن مهرجانات الشعر العربي في إسرائيل ، قد تحولت ، ذات مرة إلى احتفالات شعبية ينتظر الناس مواسمها . وأنا أذكر تلك الفترة بفرح حقيقي . كانت ساحة القرية أو المدينة أو دار السينما تزدحم بالناس من جميع الفئات والأعمار للاستماع إلى الشعر بحيوية وتجاوب واضح ، حتى ضاقت السلطات ذرعاً بهذه الظاهرة ((الخطرة)) وقاومتها بمختلف الوسائل . ولجأت أخيراً
إلى منع الشعراء من الانتقال من أمكنة سكناهم)) (الحوار الأول) .
· ((عندما بلغت السابعة ، توقفت ألعاب الطفولة . وإني أذكر كيف حدث ذلك.. أذكر ذلك تماماً : في إحدى ليالي الصيف ، التي اعتاد فيها القرويون أن يناموا على سطوح المنازل ، أيقظتني أمي من نومي فجأة ، فوجدت نفسي مع مئات سكان القرية أعدو في الغابة . كان الرصاص يتطاير من على رؤوسنا ولم أفهم شيئاً مما يجري . بعد ليلة من التشرد والهروب وصلت مع أحد أقاربي الضائعين في كل الجهات إلى قرية غريبة ذات أطفال آخرين . تساءلت بسذاجة : أين أنا ؟ وسمعت للمرة الأولى كلمة لبنان)) (الحوار الثاني) .
· ((من هنا ، نخلص إلى التقدير بأن شعر الفترة الأولى بدلاً من أن يكون إنقاذاً للأمل الذي تعرض للاغتيال ، كان شعر يأس . وبدلاً من أن يكون شعر مقاومة.. مقاومة للهزيمة وأسبابها وقواها كان شعر هزيمة ، وبدلاً من أن يكون شعر صمود وإصرار على التمسك بأسباب التحدي التي دفعت الإمبريالية إلى التحرك لضرب آفاق تطور حركة التحرر العربية كان شعر استسلام ، ولم يسهم في تفجير قوى المقاومة والطاقات القادرة على الصمود)) (الحوار الثالث) .
· ((إن الرمز هو الذي يخلق مثل هذا الانطباع الأوليّ ، فالقصيدة الحديثة لا تستسلم للقارئ من أول لقاء . كان القاموس قادراً – إلى حدٍّ بعيد – على فكّ أسرار وأزرار القصيدة القديمة ، أما القصيدة الحديثة فهي أكثر تعقيداً وتركيباً وتشكيلاً نتيجة تعقد الحياة نفسها . الحياة المعاصرة لا تسمح لنا بأخذ أي مظهر من مظاهرها بكل بساطة وسذاجة . والتناقضات صارت أكثر انفجاراً وتداخلاً)) (الحوار الثالث) .
· ((ومن أين يبدأ العالم ؟ ! إنه يبدأ من بيتي . وكانت علاقتي الأولى ، بالعالم عدائية ، لأني أنتمي إلى بيت يحوي أهلاً . لا بيت الآن ولا أهل ! شعب كامل يعيش بلا وطن في هذا العالم الذي يجعل القمر وطناً آخر ! كيف أحاور الحقيقة.. وما هي الحقيقة ؟ العالم يطلب من الضحية البرهنة على أنها ليست القاتل، والقاتل الحقيقي يتظاهر بالبكاء . والقضاة ؟ من هم القضاة المخوّلون بإصدار الحكم ؟. دم على كل الطرقات وفي كل الحدائق.. وعلى مرايا العالم ، والحقيقة تأخذ شكل المذبحة والضحية مطالبة بإثبات براءتها ولا قاضٍ إلا الموت)) (الحوار الثالث).

5

ولا بد من الإشارة : إلى أنني ، في هذا الكتاب ، اخترت أن أسير على نهج الأستاذ
الدكتور يوسف بكار وهدي خطاه ، في مؤلفه الموسوم ((حوارات إحسان عباس)) (3) مستذكراً ، في الوقت نفسه ، الحريري (446-516هـ) صاحب المقامات المعروف وقوله المأثور في قدوته بديع الزمان الهمذاني (358-398هـ) وهو يقتفي إثره في ما اشتهر به من جنس أدبي هو المقامات : ((لم يدرك الظالع شأو الضليع)) ! فجزاه الله عني خير الجزاء .
أخيراً ، سلام على روح الفقيد الطاهرة ، رحمه الله رحمة واسعة ، وتغمده في رضوانه ، وأسكنه فسيح جناته ، وألهم شعبه وأهله ومحبيه جميل الصبر ، وحسن العزاء ، وإلى الله مرجعنا جميعاً .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sennar-junction.yoo7.com
 
هـذا الكتـاب ......
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أبناء سنار التقاطع  :: منتديات الصحافة :: مقالات كتاب-
انتقل الى: