بعد خروج البترول من قائمة الصادرات هل تعود الزراعة للمربع الأول ؟ تقرير :أمل عبد الحميد

الخرطوم30-10-2011 م ( سونا) تعتبر الزراعة القطاع الرائد والمُعول عليه في النهضة المتوقعة في السودان حيث تمثل نحو 31.6 من الناتج القومي و تشكل العمود الفقري للاقتصاد وأساس البناء الاجتماعي الذي تكيفه التركيبة الإثنية والمناخ وطبيعة الأرض خاصة عقب انفصال الجنوب و خروج البترول من قائمة الصادرات .

فالسودان يتميز بموارد طبيعية تسهم في قيام قاعدة اقتصاده علي الإنتاج الزراعي والحيواني و تقدر الأراضي الصالحة للزراعة في السودان بحوالي 200 مليون فدان بالإضافة إلي المساحات المغطاة بالغابات والمراعي الطبيعية التي ساعدت علي وجود ثروة حيوانية متنوعة تقدر بحوالي 140 مليون رأس والمساحات الشاسعة التي تغطيها مياه الأنهار والوديان والحفائر ويتوافق كل هذا مع التنوع في طبيعة التربة والتنوع المناخي .
وبالرغم من الإمكانات الزراعية الضخمة المتوفرة بالسودان فإن تنمية القطاع الزراعي والاستفادة القصوى من ميزاته لا زالت تتطلب الجهود لاستغلالها لتدفع عجلة الإنتاج والتنمية نحو التطور والتقدم وحتى تتيح للزراعة أن تعود إلي المربع الأول للصادرات بالبلاد والذي تصدرته لعدة عقود.
يقول بروفيسر أحمد علي قنيف مستشار المجلس الأعلى النهضة الزراعية حول كيفية النهوض بالقطاع الزراعي " إن إدراك وتفهم أن الزراعة أساس الحراك الاقتصادي الذي بإمكانه أن يخلق فرص للعمل تسهم في محاربة الفقر والبطالة هو المخرج الوحيد من الوضع الاقتصادي الراهن " ويشير بروفيسور قنيف إلي أن انحسار وإهمال الزراعة دفع للهجرة المعاكسة من الريف إلي المدينة .
مؤكدا أهمية وضع برامج متكاملة لإحداث التحول في هذا القطاع برؤية واضحة المعالم لخلق البيئة المواتية ويضيف قائلاً " أن التوازن لا يتحقق إلا بنهضة الريف والاهتمام بالقطاع الزراعي والبدء بالبنيات التحتية وخلق قاعدة المنتجين المستنيرين وإعطاء المنتج وظيفته الحقيقية وإطلاق حريته لإدارة الشأن الزراعي واعتبار ذلك إصلاح مؤسسي ومخاض التحول بالإضافة إلي إدماج المهنيين لاستخدام علمهم في ترقية وتطوير القطاع وقيادة حركة التغيير .
ويعول بروفيسر قنيف علي تقنية حصاد المياه باعتبارها من انجح البرامج التي لها تأثير بالغ يسهم في تغيير واقع المياه بالمناطق الزراعية بالبلاد مؤكدا أسهام تقنية حصاد المياه في توفير 100 مليار متر مكعب من المياه توفر مياه الشرب للمشاريع الزراعية والثروة الحيوانية مما يقلل من أثر النزاعات القبلية الدائرة علي المياه بتنمية المراعي وتحقق الاستقرار بالبلاد .
ويؤكد المهندس عبد الجبار حسين أمين النهضة أن أهم التحديات لإحداث النهضة الزراعية الاهتمام بمشاريع البني التحتية والتمويل الاستثنائي باستحداث آليات جديدة للتمويل لتنفيذ البرامج الطموحة و التوسع في استخدام الميكنة في العمليات الزراعية والإنتاجية مضيفا بضرورة تحقيق التنمية المتوازنة في كافة الولايات تشجيعاً للاستقرار في الريف وزيادة الإنتاجية ورفع كفاءة الإنتاج والتصنيع الزراعي.
ويشير المهندس صديق المجتبي الخبير الزراعي إلي أن من أولويات النهضة الزراعية صياغة سياسات في المجال الثقافي والسياسي وفي التعليم لتأسيس العقيدة الزراعية في المجتمع و إعادة النظر في السياسة السكانية واستخدام العمالة المحلية لحل مشكلة البطالة وتحقيق التوازن بين المجتمع الزراعي والصناعي مبينا أهمية تحفيز المجتمع ليكون مجتمع منتج يحقق الاكتفاء الذاتي ويستغني عن الدولة في توفير المواد الغذائية مضيفا بتعمد الاستعمار إيجاد مجمعات سكنية صغيرة ليست محفزة للإنتاج زادت من كتلة المستهلكين وقللت من كتلة المنتجين .
ف ي