مكفوفون.. بعيون جديدة

فقدان البصر يصاحبه في كثير من الأحيان تفتُّح البصيرة والنبوغ في كل جوانب المعرفة أو بعضها إذا وجد الفرصة لتنميتها، وهنالك من سجل اسمه بحروف ذهبية على سجلات التاريخ رغم فقدان البصر.. ويُرسل المكفوفين في صغرهم إلى المعهد أو المركز الخاص بتعليم التلاميذ المكفوفين وإيواء بعضهم، حيث يتمكن الطالب من إكمال مرحلة الأساس في المعهد أو المركز الخاص بالمكفوفين، ويستطيع الاندماج مع المجتمع والتعاطي مع رفاقه ليلتحق بعدها بالمدارس الثانوية. ولكن مع إكمال الطالب دراسته في المعهد تغلق أمامه أبواب الكثير من المدارس والجامعات غير المؤهلة لاستقبال الطلبة المكفوفين، ليعود المكفوف إلى بيته لتبدأ مرحلة الانطواء والانعزال عن المجتمع، وأهم الصعوبات الأكاديمية التي يعانيها المكفوفين هي بطء معدل وسرعة القراءة بطريقة برايل والكتابة المادية أثناء الامتحانات والإعاقة البصرية قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على مفهوم الفرد عن ذاته وعلى صحته النفسية و ربما تؤدي إلى سوء التكيُّف الشخصي والاجتماعي والاضطراب النفسي نتيجة الشعور بالعجز والإحباط وفقدان الشعور بالطمأنينة وكذلك نتيجة لآثار التفاعلات الاجتماعية السالبة كالإشفاق والحماية الزائدة والتجاهل والإهمال مما يُسهم في تصاعد شعورهم بالعجز وذلك لأن العامل الأكبر أهمية يكمن في الفرد ذاته وفي علاقاته بالمجتمع. فما هي أوضاع المكفوفين بالجامعات وكيف تسير أمورهم؟.
أبدت الطالبة منى عز الدين تفاؤلاً كبيراً بإحرازها نسبة تؤهلها لدراسة العلوم الإدارية التي كانت تحلم بها منذ صغرها وتتمنى العمل في مجالها، إلا أنها تراجعت عن التقديم لدراسة هذا التخصص تخوُّفاً من صعوبات من الممكن أن تواجهها في دراستها تلك، حيث إنها تعاني من ضعف بصر شديد وأضافت أنها وبسبب هذا التخوف التحقت بدراسة تخصص التاريخ الذي يعتمد على الدراسة النظرية.
أما تقوى الزين الطالبة بجامعة الخرطوم تضيف، تواجهنا كطلاب مكفوفين في الجامعة مشاكل عديدة سواء في تأمين المحاضرات أم تسجيلها على أشرطة كاسيت وهذا يكلفنا مادياً أو حتى طلب المساعدة من أحدهم مما يشعرنا بأننا عالة على المجتمع، ووجود مكتبة إلكترونية للمكفوفين في الجامعة ساعد كثيراً ونحتاج إلى عدة مراكز لتكفي حاجة جميع الطلاب ولا توفر كل الجامعات مراكز ويعتمد المكفوفون على وسائل شخصية من أجل إكمال تعليمهم، وبعض المكفوفين لا يكملون تعليمهم بسبب عجز أسرهم عن توفير جميع المعينات لأنهم في الجامعة يحتاجون إلى رعاية أكثر وبالتالي تكاليف أكثر.
ويعدد الطالب-إبراهيم الطيب ما يحتاجه وزملاؤه المكفوفون من معينات تساعدهم على مواصلة الجامعة بقوله: يحتاج المكفوف إلى أجهزة كاسيت صغيرة وأشرطة على مدار العام حتى يتمكن من الاعتماد على نفسه في المذاكرة وأكثر ما يضايق الكفيف ويجعله يتكاسل عن الذهاب إلى الجامعة، الرحلة من وإلى الجامعة دون أن يتفرغ أحد لمرافقته لكن وجود عصا للكفيف تخفف عنه وعن الآخرين وتنبه المارة وترشدهم إليه مع مراعاة أن العصا إن وجدت مع البعض منهم فهي عرضة للكسر في الشارع حيث إنهم عرضة للوقوع باستمرار لذلك يحتاج إلى نوع جيد من العصي كذلك ساعات اليد الناطقة للطلبة المكفوفين سواء باللغة العربية أم الإنجليزية.
ويضيف: هنالك برامج الكترونية ناطقة لتعليم الطلبة المكفوفين إذا استطاعت الجامعات توفيرها يتمكن المكفوفون من أن يؤدوا الامتحان ويكتبوا بأنفسهم على الكمبيوتر بدلاً من المتطوع الذي قد يكون بطيئاً وقد يخطئ لأن بعض الجامعات تشترط في المتطوع للكتابة أن يكون المؤهل الأكاديمي له دون مستوى الطالب فيجتهد المكفوف في المذاكرة ليأتي المتطوع ويوقعه في الكثير من الأخطاء مما يؤثر على نتيجته خاصة في مواد اللغات، فالمطلوب إذن أن تُجهَّز معامل لتعليم الطلاب المكفوفين بأجهزة حاسوب ليس لتدريبهم فقط، ولكن لتوفير معمل كامل للامتحان حيث يكون لكل طالب جهاز خاص به .

» بصات الوالى .. قرارات جديدة وازمه متجدده
» تجربة جديدة تنقلات المذيعين بين الرفض والقبول..!!
» تقرير الوكالة الذرية وتفاصيل جديدة بشأن برنامج ايران النووي
» الحركة الشعبية تتقدم بمبادرة للحل الشامل والحفاظ على وحدة السودان وبناء دولة جديدة تسع الجميع.
» بمشاركة وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والأمن في البلدين.. محاولات جديدة بين الخرطوم وجوبا لحسم قضايا الحدود والنفط