عكازة الذكرى.........

الاخوة الاحباب اعضاء منتدى
سنار التقاطع....يسعدنى جدا انا اكون مشاركا معكم فى هذا المنتدى الجميل و الذى
كنت امنى نفسى ان اصادفه من زمن طويل....ولكن هكذا جاءت الاقدار ....ارجو ان اشارك
معكم بمقاطع من ذكرياتى و خواطرى و التى تحكى عن الفترة من نهاية الستينات و حتى
بداية الثمانيات ...فترة تواجدى فى سنار التقاطع...و قطعا قد استعنت ببعض من
سبقونى لتصحيح بعض معلوماتى وقد جمعتها فى كتيب صغير اسميته عكازة الذكرى... و كان
هدفى من هذه الذكريات التعريف بهذه البلدة الجميلة التى كانت مسقط الراس و الحضن
الدافئ....و نبش مكانتها العريقة التى غابت عن الكثيرين...من ابنائها...فلكم
المقاطع الاولى لعلها تسعدكم..........ولكم

كان سوق سنار التقاطع يحسب الاول فى المنطقة فى تجارة
المحاصيل والعيوش بصفة خاصة والتى كانت ترد من نواحى الجبال...لقد كانت مناطق جبل
مويه ودود وبيوت ولوده و معطاءة فى انتاج الذرة فى تلك الايام.....وقد كنا
نرى صبات العيش القصابى (العيش الابيض) و
الفتريته ....والدبر...تتوسط مركز السوق طوال العام ....والغريب فى الامر ان
لاغنام كانت تعاف ان تقترب من هذه الصبات و لا ادرى حينها لماذا؟....ربما لانها
شبعى من العشب الطازج فى تلك الايام الخيرة....انواع العيوش التى ذكرتها انفا كانت
معروفة قبل الانواع التى تم تهجينها معمليا وجاءت بعد ذلك مثل.... قدم الحمام.....طابت.....وحتى
ثورة مايو كان لها عيش يسمى بها.....لم تكن العيوش وحدها......فقد كان الدخن ايضا
يعد منافس خطير لها......ولعنى اتذكر ان عصيدة الدخن باللبن كانت وجبة العشاء
الاولى لأهالى البلدة فى ذلك الوقت.....خصوصا فى ايام الشتاء القارس .....

كان تجار المحاصيل يتوافدون من جميع انحاء السودان لشراء
حظهم من العيوش والدخن.......و توفير مونة العام الجديد للمدن الاخرى المجاورة
والبعيدة....ودائما ما كنا نرى العتاله يحملون اللوارى والكاروهات (جمع
كارو)....حيث تذهب الى مخزن السكة حديد....تمهيدا لشحنها عبر قطارات البضائع......اكثر
ما كان يميز تجارة سنار التقاطع فى ذلك الزمان.... (ويكة سنار) والتى كانت تتمتع
بسمعة طيبة....وقلما يوجد لها منافس حتى الان.....الا ان اهلنا فى كردفان دائما ما
يقولون غير ذلك....اى ان ويكتهم افضل انواع الويكة فى السودان ...كان للويكة مكان
خاص فى السوق.....وتجار خاصين عرفوا بها......وزبائين خاصين يتقاطرون لشرائها من
كل انحاء السودان عقب انتهاء فصل الخريف... ومن هبات الله تعالى لاهل ذلك
الزمان....كانت الويكة تنبت فى منطقة سنار
وحواليها دون زراعة من احد (بروس يعنى)...فكان اغلب الناس...لاسيما الفقراء
والنساء....يقومون بقطعها من الخلاء وتقطيعها....وشرها ....تحت اشعة الشمس على
الشولات البالية والصوانى القديمة فى ايام الدرت الحارقة حتى تنشف...ومن ثم حملها
الى السوق فى القفاف والجولات ...فيكون التجار والسبابه فى انتظارها عند طرف السوق.... يتدافعون للمعاينة والشراء.......

لم يكن سوق سنارالتقاطع وقفا على تجارة الحبوب والويكة و
المحاصيل.....فقد كانت سنار التقاطع مركزا تجاريا هاما لانتاج وتجارة
الفحم...وتجار الفحم فى ذلك الزمن كانوا من علية القوم واثرياء البلدة.........كانوا
اصحاب مال وفير...وقندرانات....ولوارى... وضيعات وكثيرا ما تتوارد الى مخيلتى صور صبات
الفحم الكبيرة بجوار ا السوق.....هنالك الكثير من تجار الفحم...اذكر منهم على سبيل
المثال عمنا بشير محمد زين....الخليفة الحسن (من اهلنا الكوارته)...حمد الفكى
ادم..... موسى الحاج يوسف....محمد الحسن يونس ....النور حسن بشير...محمد عمر
الشيخ.....التوم محمد ارباب...عبد العزيز حاج احمد....عبد السلام
عبدالواحد....وعمنا سليمان عبدالماجد ...كان عمنا سليمان ....شخصية خاصة وملفته للنظر...فقد
كان نسيج وحده...ويبدوا اكثرا تميزا وانفتاحا من الاخرين ..وقد كان رحمه الله
يمتاز بالروح الشابة ورح الدعابة...ودائما ما تجد...الناس ومن اجيال مختلفة...يلتفون
حوله... كنت ازامل ابنائه فى المدرسة وقد عرفته عن قرب...فقد كان رجلا متطلعا
...متحرر الفكر ...بعيد النظر....وله اسلوب خاص ومتفرد فى التعامل ابنائه...

لم تكن الصورة تقف عند هذا الحد ...كنت ارى الفحمامة (عمال
الفحم) وقد كان اغلبهم من ابناء الفور ...ينتشرون فى زنقات السوق جماعات....جماعات....كل
واحد منهم يحتضن راديو فاخر يلبسه افخم انواع القماش الملونه و المزركشة...كغطاء
من الاتربة والغبار....او....لعلهم يخفون معالمه من عيون الناس خشية الحسد....كانوا
جميعا يفتحون راديوهاتهم فى ان واحد ...حتى تكاد ان تختلط كل المحطات الاذاعية فى
اذاعة واحدة....ويصعب عليك التفريق وقتها بين امدرمان ومونتاكارلو...وهنا يجدر بى
ان اذكر اننى لم اعرف فى حياتى طريقة اكثر بشاشة وطيبة وحب من طريقة اهلنا الفور
فى القاء السلام فقد كانوا يرددون مفردات السلام...كثيرا...ويستخدمون الفاظ جزله
تنم عن طيبة الاصل و تقدير العشرة.....ونبيل الاخلاق...و لعلنى اتحسر...و اتسأل
كثيرا اين ذهب الان كل ذلك السلام ؟....لعله الظلم...الذى عانوا منه كثيرا..... قد
قتل...السلام فى دواخلهم....و قضى عليه.....

كان عمال الفحم دائما ما يتجمعون فى موسم الفحم بعد انتهاء
فصل الخريف مباشرة...امام مكاتب منتجى الفحم وتجاره...فقد كانت هنالك مكاتب كثيرة منتشرة فى السوق ...انشئت لعقد اتفاقات العمل
وصفقات البيع....وادارة شئون العمال.وتزويدهم بالزوادة وكانوا يسمونها ( الميز )
والتى لم تكن سوى دقيق الفتريته والسمك الناشف (البنى كربو او الكوركى)
وملحقاتهما...كنا نشتم رائحة السمك الكوركى فى منازلنا لما له من رائحة نفاذه....ولكن
ما احلى ملاح الكوركى بالعصيدة و يا حبذا
عصيدة الدخن....فقد تذوقته مرة مع عمنا محمد عمر الشيخ.... فقد كان يطبخ له بصورة
خاصة وقد كان رحمه الله يحبه كثيرا....عمنا محمد عمر كان رجلا متفردا....متعايش مع
كل الاجيال....مجلسه محبوب للصغار والكبار ....كأنه رجل لكل العصور ...وهذا يذكرنى
بقصيدة نزار قبانى (الى مسيحية)...التى يقول في مطلعها ...كل العصور انا بها
فكأنما عمرى ملاينا من السنوات....تعبت من السفر الطويل حقائبى وتعبت من خيلى ومن
غزواتى... والتى دائما ما كان يحلو له ان يترنم بها اخونا الرشيد عبد السلام...والرشيد
هذا نموذج اخر لتصالح الاجيال...ومبتكر لمفهوم ازالة الحواجز العمرية...فقد كان
الرشيد يعبر عن نفسه...حينما يتغنى بهذا المطلع وقد صدق هذا على عمنا محمد عمر الشيخ كذلك... رحمه الله.

لم يقف السوق على ما ذكرناه....فاللوحة لم تكتمل بعد....قد
كانت هنالك القهاوى....والمطاعم....واكشاك الحاجة البارده (الهيلاهوب)....والبقالات
بلغة اليوم....ومن اشهر القهاوى فى زماننا ذلك كانت قهوة عمنا مضوى يوسف...قهوة
عبدالله دوا...قهوة حمزة ...قهوة عبد الرحمن ود الفحل....قهوة قاسم ......قهوة عثمان
محمد خير...و قهوة عبدالجليل ....عبدالجليل هذا نذكره جيدا فقد كان يحتفظ لنا
بالجماده وكنا نتلقفها بطعمها الاصلى ودسمها الكامل...والذى لايضاهيه مثيل فى زمن
اللبن المغشوش الذى لا جمادة فيه ولا دسم. ولعل من اشهر القهاوى فى ذلك الزمان
ايضا.....كان مقهى المرحوم عمر عبدالله قبل ان يدلف الى عالم التجارة.....فقد كان مقهاه
من الطراز الاول يرتاده كبار القيادات من السكة حديد مثل المأمير والمفتشين
والكماسرة وكان يقدم جميع المشروبات الساخنة حتى السحلب والكاكاو.... كان القهاوى
منتديات يلتقى فيها الجميع...الشباب والشيوخ فى ان واحد.....وبعضها تمارس فيها بعض
الالعاب كالضمنة و الطاولة......ولكنها كانت محرمة علينا نحن الصغار....ونخشى ان
نرتادها....الا.... لشرب الشاى باللبن واكل الجمادة.......

المطاعم كانت عامره جدا فى سنار التقاطع...وتجد فيها كل ما
لذا وطاب حتى الباسم (رأس الخروف) تجده مشنوقا خارجها على الفترينات...ولعنى اذكر
جيدا اصوات الجرسونات عندما كانوا يصيحون ...معددين كل اصناف الطعام بلدية و
افرنجية... ولعلنى اتذكر جيدا الجرسون (جلال) فى مطعم عمنا ادم ابراهيم وما زال
صوته يرن فى سمعى....فقد كان من اميز وانبه الجرسونات الذى اتذكرهم ....له صوت
جذاب و فاتح للشهية ...يخاطب المعدة مباشرة.....و يجذب الزبون مهما تمنع وتدلل .......
ويعدد حسابات زبائنه و يحفظها عن ظهر قلب ودائما ما يصيح معددا حسابات
الزبائن....خمسين قرش ابو نضارة ....واحد جنيه ابو شنب....سبع قروش ابو طاقية.....اكثر
ما كان يميز مطاعم ذلك الزمن هما (الغاموس و الوصلة ) فالغاموس عادة ما يكون صحن
من العدس او الفول او الفاصوليا يقدم
للزبون ليغمس فيه الرغيف... خصوصا اذا كان الزبون من رواد اللحوم و النواشف اى يستخدمه
كمسهل...اما الوصلة فقد كانت زيادة فى الطلبات تقدم للزبون حتى يمتلئ تماما وتموت فيه شهوة الجوع...وقدكانت هذه
الزيادة مجانية...ولعل ظاهرة الغاموس و الوصلة لا زالت تمارس فى بعض المدن
السودانية فقد شاهدتها مؤخرا فى مدينة كسلا...من اشهر المطاعم التى اذكرها جيدا...مطعم
عمنا النور منوفلا ...مطعم قايد اليمانى....مطعم عبدالرحمن سليطين...مطعم سليمان
ابوكرنك...مطعم ادم ابراهيم....مطعم التجانى....مطعم وداعة وقد كان يسمى شارع جياد...ولعل
عمنا وداعة هو اول من ادخل مفهوم الفول المصلح فى (قاموس) الناس تلك الايام....كنا
دائما ما نهرب من فطور البيت و ام رقيقة ....(كل يوم معانا) و نرتاد مطعمه ساعة
الافطار ونحن طلاب فى المدرسة الثانوية العامة بالتقاطع ..

اذا فاجتنى ليلة القدر فى هذه اللحظات...فبعد العفو
والعافية....ربما اطلب...جغمات فقط مما كانوا يسمونه الهيلاهوب...لأروى ظمئى فى
نهار الخرطوم القاتل هذا...الهيلاهوب هو العصير المخلوط بالخلاطات الانجليزية
الصنع....وقد كان يباع فى الاكشاك المجاورة لسور محطة السكة حديد والموجودة حتى
الان....كان تخلط فيه جميع اشكال والوان الفواكه....واحيانا يضاف اليها اللبن
الحليب...فقد شربنا الموز باللبن والمنقة باللبن وما احلاهما....واحلى تلك الايام....الغريب
فى الامر ان بائعى الهيلاهوب لم يكونوا يعرفون استخدام الكبابى فقد كانوا يقدمون
الهيلاهوب لشاربيه فى الكوارى (جمع كورية)....ولعل رائد الهيلاهوب فى سنار التقاطع
و اول من فتح محل له.....هو العم جعفر يوسف....وهو قريب العم سيد محجوب....ومن
اهالى العالياب....واصبح فيما بعد تاجرا كبيرا فى جنوب السودان....ولعل الذى خلفه
هو الشيخ محمد بابكر كثانى صاحب محل للهيلاهوب....دائما ما كنت اتذكر عمنا تاج
الدين العوض يرتدى عراقيه الابيض الناصع....ويمسك بذلك العود الغليظ يكسر به التلج
فى الفندك الكبير المصنوع من الخشب....تمهيدا لتحضير حبيبات الثلج....لخلط العصائر
وتجهيزها لراكبى القطارات...اما اهل البلد فقد كان الهيلاهوب يخلط لهم امام اعينهم
طازجا....من زملاء عمنا تاج الدين فى هذه المهنة اخيه الطيب العوض...فقد كان رجلا
رزينا وهادئا لا تسمع له صوتا الا...اذا ما حدثك...وربما سبقهم عمنا زين العابدين
اسماعيل منوفلا.... والطيب سليمان و كمال على و الزين ود الربوب ومؤخرا اشتهر
اولاد ريبا ...النور وفاروق بذات الصنعة حتى وقت قريب.........

كنت دائما ما اشتم رائحة و ثمة تخصص فى الدكاكيين المنتشرة
فى سوق سنار التقاطع....فقد كان ابى رحمه الله بجانب المحاصيل.....والويكة....والصلصة
الناشفة....يتخصص فى تجارة الاقمشة المحلية والتى غالبا ما تكون.....الدمورية.....الدبلان....تياب
الزراق.....الساكوبيس....وقد ظهرت لاحقا الترفيرا و الاسموكن والاقمشة المشجرة
والبترولية الاخرى...كانت هنالك دكاكين اخرى فى السوق فيما يشبه البقالات الحديثة
الان....ولعل دكان عمنا دفع الله البدوى رحمه الله كان مثال للبقالة الحديثة او
السيوبر ماركت.....فقد كان ممتلئ حتى نخاعه بكل ما يفى باحتياجات مسافرى القطارات
من الاغذية والمشروبات وغيرهما الكثير ...ولعل قربه من بوابة المحطة قد فرض عليه
انواعا معينه من السلع الخفيفة و المقبولة عند راكبى القطارات.......

كانت هنالك دكاكين اخرى تحتذى نفس النموذج...فقد كان دكان
عمنا مختار بشارة شبيها له والفارق بينهما انه كان بعيدا نسبيا من السكة حديد
وقريب من طريق المسافرين على طريق كوستى.... فى تلك الايام قد كان طريق كوستى سنار يمر بجوار السوق وداخل سنار التقاطع (قبل انشاء
الطريق المسفلت فى نهاية السبعينات) ...وكثيرا ما يتجمهر الركاب امام دكان عمنا
مختار يتزودون بالطحنية والبسكويت لتعينهم على وعثاء السفر...ومازالت علامة الببسسى
كولا ودعايته ملتصقة بحائط دكان عمنا مختار تصارع الايام لعلها تريد ان تقول لنا ....هنا
قدكان دكان عمكم مختار...وعمنا مختار هذا كان دائما ما يسير التساؤلات فقد كان
يعيش وحده...لا اسرة له...وفى المساء ينوم بالدكان...وهكذا راجت عنه القصص
والحكاوى.....و على سيرة شارع كوستى سنار اتذكر جيدا تجمهرنا و نحن صبيان على
جنبات هذا الشارع طوال اليوم و ذلك فى انتظار
لوارى البطيخ....فقد كنا نجرى خلفها و ننادى بطيخة ...بطيخة....و سرعان ما يستجيب المساعد
بقذف...بطيخة ... احيانا قد تكون روسمن (نوع من البطيخ الكبير) ....و كنا نأكل
منها القلب...اى وسط البطيخة ...وندع الباقى للاغنام....تفعل به ما تشاء....

كل الود

لك التحيه اخي عثمان حامد فقد اثرت في ذكريات الزمن الجميل وبشخصيات كدنا ننساها

وارجوا المواصل فهذا توثيق لتاريخ سنار التقاطع

لك التحية اخي محمد عثمان حامد بشير
في البدء نرحب بك في منتداك ومنتدي جميع اهل سنار التقاطع ونتمني لك اقامة طيبة

ولك تحية اخري للموضوع الجميل الرائع الذي اثرت به اغلي واجمل الزكريات في الزمن الجميل حينما ما قرأت ما سردتة انت من زكريات كنت احس اني اعايش الامر لان جزء كبير من الذي ذكرته قد عشناهو وترعرنا فيه وتذوقنا حلاوتة ونحن في زروة طفولتنا وايام الصبا لكي مني كل الامنيات الطيبة ايتها المدينة الغالية سنار التقاطع والتحية لي اهلها الكرماء الطيبين نتمني ان ترجع بنا الايام لنعيشها مرة اخري

لك كل الود استاذنا محمد عثمان

المدير العام
مبارك عبد القادر

[b]لك التحية أخ محمد عثمان وانت تجتر الذكريات .. أثرت الشجون .. فقد كنا شهود على بعض منها .. سنار التقاطع مدينه يملأها الحنين وذات طابع خاص .. فرجاء خاص واصل[/b]

» عكازة الذكرى.........(2)
» عكازة الذكرى 3 .....لولومبا....هنقا....
» عكازة الذكرى 4 شيخنا ابو العلاء........
» عكازة الذكرى فن الغناء فى سنار التقاطع.............