عكازة الذكرى 3 .....لولومبا....هنقا....

[rtl]لا يمكنك ان تتذوق طعم الذكريات عن سوق سنار التقاطع...بدون ان تستصحب و تجرجر الى الذاكرة بعض الشخصيات التى كانت تبث عبر اثيره الرحمة و البركة...فقد كان سوق سنار التقاطع ...ملئ بالمجاذيب و المجانين و (ابناء الشمس)...كما تقول الاديبة السودانية رانيا مامون فى روايتها الرائعة ابن الشمس...و لعله فى كل اسبوع قد يفد احد المجاذيب او الشماسه و يلتصق بالسوق...حتى الموت او يغادر الى مكان اخر...المئات سجلوا حضور امثال ود المونج...الجنوبى الذى دائما ما كان يردد شهادة (لا اله الا الله) بدون توقف وهو يرفع سبابته فى الهواء و كذلك المجذوب الرائع ملايتو...

[/rtl]

[rtl]كان لومومبا و هنقا من اكثر هؤلاء البشر مكانا فى الذاكرة...حضر لومومبا الى سنار التقاطع فى عام 1962 و تبرع الناس بتسميته لومومبا على المناضل الافريقى ,الكنغولى باتريس لومومبا مؤسس الحركة الوطنية فى الكنغو والذى كان اول رئيس وزراء بها و اغتيل فى عام 1661 وذلك لاعتقاد الناس بوجه الشبه بينهما..و ظل لومومبا يعيش بالسوق حتى مماته فى نهاية التسعينات...و قد كان شخصية غريبة جديرة بالاهتمام و البحث...رجل يسكن فى السوق الى ما يقارب الاربعين عاما تحت المطر الشديد واشعة الشمس الحارقه وسياط البرد القارس .... و يحتمل جميع تغيرات المناخ و لا يتغير من مكانه سنتمترات ...لم يؤثر عامل الزمن فى تغير ملامحه...فقد ظل على حاله كالخالدين...كما فى الافلام الامريكية...فكل الناس يجزمون بانهم شاهدوه بنفس الشكل و الهيئه عبر السنوات....لا أحد يتذكر قط ان رأه يتغوط او يقضى حاجته...او يغسل جسده او ملابسه او يبدلهما...و رغم ذلك لا تنبعث منه اى رايحه كريهة او ان تشتم منه ما يضايقك...كانت يداه كالحرير اذا صافحته كما ذكر لىُ عمنا النور منوفلا... لا يتحدث مع كل الناس...و لا يقبل الطعام كذلك...فقد كان له خاصته من الناس الذين يتحدث معهم او يقبل منهم الطعام....راجت حوله الحكاوى و الاقاويل...فهنالك من رأه يطوف بالكعبه الشريفه ايام الحج...وهنالك من ذكر انه قد أرشده ان يجد امواله التى ضاعت منه...وحدد له مكانها...ولكن من اشهر الحكايات تلك التى يتداولها الناس عنه... كان الفكى الطاهر ارتولى قد دعا اليه بعض الناس...و لكنهم نسوا ميعاد تلك الدعوة دون قصد...وكانوا وقتها يتجمعون فى دكان عمنا دفع الله البدوى... و فجاءة حضر اليهم لومومبا و ذكُرهم بالموعد...فاستغرب الناس و تسألوا كيف عرف ذلك؟؟؟؟ كان لومومبا نادر الحركة و لكن عندما شعر بدنو اجله...ذهب الى نقطة بوليس السكة حديد وتمدد امامها حتى وافته المنيه...رحم الله لومومبا فقد كان (وتد) من الاوتداد الذين يحرسون الارض كما ذكر لى اخى الاكبر محمد حامد بشير...اما هنقا...فقد كان اشعث ....اغبر...دائما ما تجده يحمل صرة (بقجه) مجهولة المحتوى وتراه كثيرا ما يتمتم بكلمات غير مفهومة ولعل الكثيرون يعتقدون انه من اولياء الله الصالحين...حتى اختفى ذات يوم...و الى الابد...

[/rtl]

[rtl]السوق كان ايضا لا يخلو من الشخصيات الظريفة و البهلوانيه... ابكر قروش كان من اشهر هؤلاء الناس..اتهمه الناس بالسحر و الجنون...فقد كان يعتقد انه يحول الورق الابيض الى عملات..و قد شاهدناه يركب العجله (الدراجه)....و هو يحمل فى نص رأسه بطيخه و يقوم بحركات اكروباتيه شيقه...وكذلك من الظرفاء كان هجو الطقيم...كان دائما ما (يتشنط) اى يحشو ما يرتديه داخل بنطلونه و لايهم ان كان جلابية او عراقى بلدى او قميص ولعل هذا سر التسمية الطقيم..فقد كان يتطقم بالملابس فى بهجة شديدة....و قد كانت له ايضا حكاوى مشهورة و طريفه...اشهرها انه كان يجلس بالقرب من برندة اخونا عبد الرحيم عمر الشيخ...و قد كان احد المسافرين...وقتها يتجول بالقرب منه فوقع جذلانه الجلدى على الارض...فاستولى عليه هجو الطقيم...و عندما اكتشف المسافر ذلك...عاد باحثا عن الجذلان...و اخبره احد الناس ان هجو الطقيم هو من استولى على جذلانه...فتحدث المسافر معه ولكن هجو رفض اعطاءه الجذلان...مما اضطر الرجل...الى الذهاب الى البوليس...وتم القبض على الطقيم و ذهب به الى نقطة بوليس السكة حديد و هنالك تم تفتيشه و لسوء حظه تم العثور على جذلان المسافر و كذلك على سيجارة بنقو (حشيش)...و عندها وافق هجوالطقيم ان يعطى المسافر جذلانه و لكنه رفض رفضا باتا ان يتنازل عن سيجارة البنقو...هكذا كان هؤلاء و لا زالوا يتقاطرون الواحد تلو الاخر على سوق سنار التقاطع...الخاوى على عروشه....................

[/rtl]

[rtl]______________________[/rtl]