[rtl]فن الغناء فى سنار التقاطع...كان امتدادا لمسيرة الفن فى سنار القديمة...قبل الترحيل...وكذلك امتداد لرحلة الفن الغنائى الطويلة التى تبلورت فى نهايات القرن التاسع عشر وانتقلت من فن الكرير و الصفقة (الطنابره) الى الحقيبه...حينما انتقل الفنان الكبير عبدالله الماحى من كبوشية الى امدرمان و جلب معه الاغنيات التى تطورت و صارت فيما بعد اغنيات الوسط او اغنيات الحقيبة...الذى ظلت تهدهد الوجدان حتى هذه اللحظات...[/rtl]
[rtl]من الرواد الاوائل لفن الغناء فى سنار التقاطع كان العم حسن عبدالفارس و الذى كان يغنى اغنيات الحقيبة بالرق...وكان معه من الشيالين حينها المرحوم حسن خلف الله والمرحوم احمد مالك من اهالى مايرنو و كذلك المرحوم هجو الخير ..والذى كون فيما بعد فرقته الخاصة به و اصبح يصدح فى عالم الحقيبة الرائج تلك الايام...وكانت وقتها من الاغنيات الرائجة ....[/rtl]
[rtl]شوف عناقيد ديسا تقول عنب في كروم
شوف وريدا الماثل زي زجاجة روم
الــقوام الـلادن والحشا المبروم
والـصدير الطامح زي خليج الروم[/rtl]
[rtl]كان للنساء دور بارز و متين فى فن الغناء بسنار التقاطع و قد اشتهر منهن فى ذلك الزمن... حليمة قولو.... و عائشة بت جمعة.... و زهراء بت قميش ....و كلتوم حمدان...التى شاهدناها و حضرنا جزء من ابداعتها فى بيوت الافراح وهى ترمى العديله...فى حنة العريس...(الليله ليل العديل و الزين ...الليله العديله و يا عديلت الله...... الليله ليل العديل و الزين ...الليله العديله تقدمو و تبرا )...وحسب رواية عمنا صالح العبيد صالح التى حدثنى بها عمنا محمد طه على...فأن زهراء بت قميش قد اتصلت بالاذاعة السودانية و سجلت بها بعض الاغنيات ...واتصلت مسيرة فن الغناء و لمعت الكثير من الاسماء فى غناء الحقيبة وكان عبدالكريم حميدة و احمد على شاقوق و الفنان الرائع حسن محمد احمد ( ابو الفن) وهو من العاملين فى السكة حديد...و اتذكره جيدا حينما كان يتغنى برائعة على احمدانى الشهير بالمساح...و التى كتبت فى العام 1924 و لحنها الشبلى...[/rtl]
[rtl]حمامة الغصون صداحة فوق اغصانك[/rtl]
[rtl]ذكري لي حبيب …يا حمامة مولاي صانك[/rtl]
[rtl]هاجت عبرتي يا دموعي كيف حبسانك[/rtl]
[rtl]وين تلقي المنام يا عيوني غاب انساك[/rtl]
[rtl]بهواك كيف اطيق سلوانك[/rtl]
[rtl]في صبحي ومساي نازلات دموع سحالك[/rtl]
[rtl]وانا كايس رضاك ..ورضاك اظنه محالك[/rtl]
[rtl]اتعكر صفاي وبياضي اصبح حالك[/rtl]
[rtl]والحال العلي يا ريته لو يوحالك[/rtl]
[rtl]رائد الغناء الحديث فى سناركان الفنان مصطفى سيد عبد الجواد و كان يتغنى بالعود حيث لا وجود للفرق الموسيقية او الاوكسترا فى ذلك الزمن بسنار التقاطع ... الا... لاحقا...كان هنالك ايضا فنان هاوى و هو عمنا خضر عبدالرسول الملقب (بدوكة ابوالسندس) و قد كان يعمل بالورشة بالسكة حديد و لعل ابو السندس لم يكن يحترف الغناء و لكنه كان يشارك فى القعدات الخاصة و فى بعض بيوت الافراح...ولعلنى اتذكر تلك الحفلة التى احياها فى منزل اخونا الشيخ النور بابكر و هو يردد نوع غريب من الاغانى...لم اسمع به من قبل و من بعد ...فقد كان ابوالسندس...يردد فى صدر الاغنية...[/rtl]
[rtl](وجع قلب سيبوا سيبوا...وجع قلب خلوا خلوا......)...[/rtl]
[rtl]تواصلت الاجيال و ظهر جيل جديد من الفنانين و لعلى بصفة خاصة اتذكر استاذنا الفنان حسن مساوى فقد كان فنانا جميلا و انيقا و له امكانيات كبيرة فى هذا المجال... واشير ايضا الى ان اخيه الاصغر الاديب الطبيب هاشم مساوى كانت ايضا له بصمات فى خارطة الغناء السنارى ....حسن مساوى شغل الناس زمنا طويلا و هو يردد اجمل ما قيل من كلمات فى الغناء السودانى عن العيون..........[/rtl]
[rtl]جنني جنني يااااخي العيون يا حلاتن[/rtl]
[rtl]هن أساس الريد والفنون
العيون الفيهن نعاس هن أساس معنى الجناس
هن بثيرن في الناس حماس هن بقودوا الزول للجنون
يا حلاتن هن أساس الريد والفنون
العيون البيض لو صفن يجرحنك و يتلاصفن
مرة نظرن لي أوقفن شالوا نومي وما أنصفن
يا حلاتن هن أساس الريد والفنون
العيون السود كاحلات في دلالهن متساهلات
يجرحنك ما سائلات يتركنك متهاملات
يا حلاتن هن أساس الريد والفنون[/rtl]
[rtl]ولعل تاريخ الغناء فى السودان زاخر و حافل بالاغنيات و المقاطع التى تتغنى و تتغزل فى العيون و لعل من اجمل ما سمعت فى هذا الاطار...هن كلمات ود الرضى الرائعة...[/rtl]
[rtl]يعاينن شوفتي .. في كامن ضميري ويمحن
والشاف فاتن جمالن وإنتظارن .. رمحن
قلوباً ما إنشون بي نار غرامكن و قمحن
الله يكبرن.. الكبرني وسِمحن[/rtl]
[rtl]وكذلك قد اسرتنى رائعة الشاعر هاشم صديق (حروف اسمك)....التى يتغنى بها الفنان الكبير محمد الامين ( عليك الله خلى بالك من عسل عينك ...دى).......[/rtl]
[rtl]وكِت أشتاق وأرحل ليك
وأسرح فى عسل عينيك
بِتَحضِنّىِ......
قَبُل ألمسَ حرير إيديك
تأرجِحنى..وتَفَرحنى..وتخلينى
أدُق سدرى
وأقيف وسط البلد واهتف
بريدك يا صَباح عمرى[/rtl]
[rtl]فى منتصف السبعينات حضر الى سنار الفنان الرائع ايوب فارس و هو شقيق العلم الرياضى المشهور سليمان فارس و كان يعمل فى مصلحة الطرق و الكبارى...و قد كان ايوب فنانا رائعا و راقيا و لعله سجل بعض الاغنيات فى اذاعة امدرمان...و قد سمحت لى الايام ان استمع اليه و هو يضبط ايقاع اغنياته بالكبريته كما كان يفعل ملك التطريب فى الغناء السودانى عبد العزيز داوؤد ...ايوب فارس كان فنان عالى التطريب خصوصا عندما يتغنى ...بالاغنية الخالدة ...للشاعر الرائع محمد بشير عتيق...والتى احتكرها بصوته الرائع الفنان كمال ترباس.....[/rtl]
[rtl]اذكري أوقات صفانا
والليالي الفيها متبادلين وفانا
إصطفينا ظروفنا والحظ إصطفانا
جينا بي كل اقتراح
من حديث يشفي الجراح
بي مغازله بي انشراح
والقمر في ضياه عالق
والنسيم يهدينا أرواح الزهور[/rtl]
[rtl]لم يقف قطار الفن...و توالت محاولات الفن من اهل سنار التقاطع...و جاء دور ابناء عمنا حاج عوض وهيمنوا على الساحة الفنية فترة من الزمان و اشهرهم كان اخونا عثمان حاج عوض الذى اصبح الان فنانا محترفا فى منطقته الدامر و كذلك كان صديقنا المرحوم احمد حاج عوض (الزمبوتى) فقد كان له صوت غاية فى الروعة و التطريب....رحمه الله...و اخوهم الاصغر المرحوم (خالد) كان مبدع جدا فى الة الايقاع....و فوق ذلك كان اخوهم عبيد حاج عوض من اشهر الضاربين على الايقاع فى الخرطوم... صلاح عبدالطيف ( المساعد الطبى) كان ايضا من الفنانين الذى تغنوا بجميل الاغنيات و كذلك اخونا حامد عيد كان فى فترة من فترات حياته فنانا محترفا له (عداد) و شيالين و لعله ايضا قد غنى فى ثنائية مع صديقنا ادم ازرق...ذلك المسرحى الاسمر الذى شارك مع العملاق الفاضل سعيد فى عدد من مسرحياته و فى احدى مسلسلاته التلفزيونية...وقد كانت لادم ازرق عدد من المحاولات فى انعاش الحركة المسرحية فى سنار التقاطع...لم يقف الحد هنا فقد كان هنالك فنان صديق لاخونا المرحوم الامين محمد احمد ناصر يسمى الدرديرى لعله كان يعمل فى البحوث الزراعية بسنار وكان يعزف على الة العود...و صديقنا الامين ناصر كان حريفا ايضا فى عزف العود...ولكنه دائما ما يعتذر عن الغناء...وربما اتذكر ايضا انا اخونا و زملينا سامى ابراهيم الملاحظ كان من الاصوات الجميلة الذى ظهرت ايام اعياد العلم و احتفالات المدارس و كان سامى يقلد الفنان العملاق خضر بشير فى اغنياته المشهورة ( قسيم الريد و الاوصفوك)...كان هنالك فنان غنائى...رائع يدعى الجيلى بقاده...كان يعمل فى السكة حديد و يسكن فى استراحة العاملين بجوار فرن السكة حديد الحالى و قد اشتهر بأداء اغنيات الرائع الطيب عبدالله و كان له الفضل فى تعرفينا بهذا الفنان الجميل.... و لازلت اتذكره و هو يصدح بالاغنية الراقية عود لينا ليل الفرح...[/rtl]
عود لينا ما تبكي العيون الشاربة من بحر الخجل
عود لينا ما تعدي الدروب ريادة بتسيب الأمل
عود لينا قبال الخريف يرحل يسيب أيامنا للصيف للمحل
يمكن تطيب أشواقنا يوم واقول طيفك يصل
من الفنانين المبدعين فى سنار التقاطع اتذكر اخونا الزين عبدالقادر اشقر...فقد كان بارع حقا ومشهور فى اداء اغنيات الفنان الخالد عثمان حسين ...وكانت له قصة مشهورة و مضحكة مع عمنا محمد مهنا من قرية الكيله يتداولها الناس كثيرا...يذكر ان الزين كان يردد رائعة الكاشف ( قمنا على مهلنا دايرين نزور اهلنا)...فى زواج اخونا احمد محمد مهنا...وقد سمع عمنا محمد مهنا كلمة مهلنا كأنها مهنا و ما كان منه الا ان جر عكازو و هو يجرى على اتجاه اخونا الزين (الفنان) الذى ما كان منه الاان ( فك البريق) كما يقولون وهرب هو ومن معه حتى و صلوا الى سنار التقاطع...و لعلنى كلما اتذكر الزين اشقر اتذكر اغنية...الفنان الكبير عثمان حسين و رائعة الشاعر حسين بازرعة (شجن) فقد كنت كثيرا ما اطلب ترديدها من الاخ الزين....وكان دائما ما يستجيب و يجود بها وهو يصدح...................
وهو لسع في نضارة ... حسنه فى عمر الدوالى
ما حصل فارق عيونى ... لحظة او بارح خيالى
اغفـــر لــه يا حنيــِّن ... وجــاوز لـــو ظلم
ما اصلها الأيام مظالم والعمــر غمضة ثواني
واصبر على جرحك ... وإن طــــال الألم
بى جراحنا بى أشواقنا ... بنضوى الزمن
انا عارفه بكره بيعود ... فى رعشـــة ندم
ننسى الحصل بيناتنا ... والسهر اللى كان
تصبح حياتنا نغم ... وعشنــــا يبتســــم
وتعود مراكب ريدنا ... لـــــى بر الأمان
كانت الحفلات الغنائية فى مناسبات الاعراس فى ذلك الزمان تبدأ فى منتصف الليل وتستمر حتى صلاة الصبح و فى بعض الاحيان حتى شروق الشمس...و كان هنالك من الفنانين المشاهير فى منطقة سناردائما ما يشاركون فى احياء ليالى الاعراس و الحفلات فى سنار التقاطع و لعلنى اذكر منهم شرف الدين الديم فقد كان فنان حقيبة درجة اولى ولعل من اشهر الاغنيات التى كان يتغنى بها كانت اغنية الامان... وكان ايضا من ديم المشايخة الفنان يعقوبات و فنان ريبا... الكامل الجاك...و الذى تحول بعد ذلك بقدرة قادر الى مداح درجة اول... وان انسى لا انسى الفنان الرائع الصادق ميرغنى صاحب اغنية سنار المشهورة (يا سلام سنار مدينه فى ربوعا عشنا وربينا...تحلقنى انا...تفزعنى انا...ابوى فرح ود تكتوك)...من اشهر حفلات الاعراس التى نتذكرها و نحن صغار كان حفل زواج الحاج موسى حاج يوسف الذى احياه الفنان الكبير حمد الريح و كذلك حضور الفنان الكبير كمال ترباس فى زواج اخونا عثمان بشير محمد زين..و اتذكر ايضا حضور الفنان الرائع صلاح ابن البادية و لكن لا ادرى ما المناسبة و لعلها كانت مناسبة زواج فى حى الحلة الجديدة..و اتذكر جيدا مشاركة الفنان عماد احمد الطيب فى زواج اخونا الاستاذ الفاتح عباس عبد الرحمن و قد كان وقتها عماد طالبا فى مدرسة الحصاحيصا الثانوية و كذلك كان الفاتح استاذا بها و يزامل الفنان الرائع الاستاذ مصطفى سيد احمد الذى حضر الى سنار و غنى فى طهور ابناء اخونا عثمان موسى حاج يوسف و اذكر ايضا ان عمنا الفنان احمد الطيب (والد عماد) قد حضر و غنى فى سنار التقاطع فى حى الحلة الجديد فى مناسبة ما و اظنها زواج استاذنا الرائع محمد الحسن (كلاش)..لست متأكدا تماما من ذلك...كذلك حضر الى سنار التقاطع الفنان الكبير الامين عبد الغفار و شارك فى احياء حفل زواج اخونا الدكتور محمد الزين احمد..
فى مجتمع سنار التقاطع كان هنالك فنانين يمارسون الغناء تحت الطاولة و فى السوق الاسود (دكاكينى يعنى) و لعل من اشهرهم عمنا المرحوم الشيخ محمد الشيخ كان ايضا رجلا فنانا بمعنى الكلمة و يعزف بالعود و مازال عوده موجود بمنزله و كذلك كان اخونا المرحوم الشبلى على اشقر, فقد كان عازفا ماهرا على الة العود و كذلك عمنا الزين و الد المحامى المعروف مشعل الزين ولا انسى اخونا الرشيد عبد السلام فقد كان مبدعا فى اداء اغنية (ماضى الذكريات) رائعة الشاعر الفذ الجيلى محمد صالح و ايقونة الفنان عثمان مصطفى ....و الجيلى محمد صالح كما ذكر فى لقاء اذاعى كان قد درس القران فى خلوة الفكى الطاهر..حينها كان والده يعمل فى السكة حديد بسنار التقاطع وهو من اهالى السجانة بالخرطوم
رحت في حالك نسيتني
واعتبرت الماضي فات
لم انت خلاص جفيتني
ليه بتحكي الذكريات
لما تحكي ذكرياتنا كنت تحكيها بأمانة
كيف بدت كيف انتهت
واتبددت قبال أوانا
وكيف امانينا الجميلة حلت الأهات مكانا
اخونا الجميل حاتم النور حسن و فى نفس تلك الليالى كان دائما ما يترنم بأغنية (قائد الاسطول) للشاعر الجميل سيد عبدالعزيز و التى لحنها وغناها الفنان المخضرم سرور.......
يا حبيبي كون ممهول وليكون ماكان
الفى غد مجهول والماضى أسمه الكان
نفديك شباب وكهول ونبقى ليك أركان
فى حبك المأهول نخدم السكان
الفنان الهاوى الظريف شرف الدين حاج الصاوى...الذى تخصص فى اداء جميل الاغنيات....وكان ومازال يلبى كل طلبات المستمعين خصوصا اذا كانت من اغنيات الرائع عثمان حسين...للتاريخ لا بد ان نتذكر ابدعات و مجهودات عثمان ود الخليفة والذى كان يعزف على الة الكمنجه الحنينه...فقد كانت له صولات و جولات مع هذه الالة فى ربوع سنار و كذلك اخونا نصر يوسف طه الذى كان رائعا فى عزف الة الاكورديون وما زال...
لا يمكن ان اتجاوز ذكرياتى مع الفن و الغناء فى سنار التقاطع دون ان اتحدث عن اخونا و صديقنا الشاب الجميل المرحوم ربيع حسن خيرى و الذى فقدناه مبكرا...لم يكن ربيع فنانا او صاحب صوت جميل و لكنه كان انسان و له ذوق عالى و راقى لطعم الاغنيات السودانية و الفن عموما...كان عاشق للغناء السودانى بصورة عامة و باحثا فى معانيه و ملما بمكنوناته ودرره...يعشق اغنيات العميد احمد المصطفى و يحفظها عن ظهر قلب و كذلك يعرف شعرائها و مناسباتها التى قيلت فيها...كان دائما ما يحدثنا عن الجاغريو و حسن عوض ابوالعلاء و عبد المنعم عبدالحى...و لعله كان مغرما جدا بالشاعر عوض حسن ابو العلاء ....واتذكر انه قد حكى لى ذات مرة قصة الاغنية الجميلة (سفرى السبب لى اذايا) و ذكر ان حسن أبوالعلا قد سافر إلى مصر وكان يدرس في كلية فيكتوريا وفي تلك الفترة درس كثير من السودانيين منهم الصادق المهدي ومأمون بحيرى وسعد أبوالعلا والشريف حسين الهندي ،وقد أراد الشاعر أن يقفز للسباحة في البحر فأصيب بشلل سبب له عاهة مستديمة استمرت عدة سنين إلى أن توفاه الله .وقد أثارت تلك القفزة في نفس الشاعر لواعج الحزن والألم ومنها تحول منزله في أمدرمان إلى صالون فني يجتمع فيه لفيف من الشعراء منهم الاديب حسن نجيله وأيضا كان منهم الفنان الراحل أحمد المصطفى ولولم تكن حادثة الشاعر أبوالعلا لما كان الصالون وقد كان الصالون بمثابة محراب للفن...خرجت منه اجمل الاغنيات و الالحان...
سفري السبب لي اذايا
فرقة و فقدان هنايا
بطرى حبيب املي و منايا
وابكي على هذي النهاية
و ببكي على تهديم بنايا
ليت حبيبي علي ناح
فيك يا مصر أسباب اذايا
وفي السودان همي و عزايا
صابر و لم اعلم جزايا
والتأويه أصبح غذايا
كان ربيع مهوسا كذلك بالفنان الكبير عبد العزيز داوؤد ملك التطريب فى السودان.... و للحقيقة فقد تعلمنا على يد اخونا المرحوم ربيع خيرى حب عبد العزيز داوؤد و سمعنا منه حكايات الاديب البروفسيور على المك مع ابوداوؤد و كيف ان على المك اقنعه ان يتغنى بأغنية اللادن العرجون رغم و جود كلمة (العرجون) الذى كان ابوداوؤد لا يطيقها..
يا الباسم الهادى نورك سطع هادى
ماذا اقول فى سناك و بيك الدلال عادى
شايقانى فيك بسمة ...سمحة و مليحة لون
فى حسنك الفردي ياما نظمت فنون
هيهات اسلو هواك يا اللادن العرجون
رحم الله الاخ ربيع خيرى فقد كان اخر لقاء لنا معه فى جلسة فنية رائعة بمنزل اسرته بحى البير قبل وفاته بزمن قليل كانت وقتها الحاجة مسكة والدته فى عطبرة ....كنا انا و اخونا الزين حماد و اخرون حضور معه فى ذلك اليوم الفنى النادر و الذى عطره اخونا الصادق ميرغنى بأغنياته الخالدة ولازلت اتذكر احدى الاغنيات التى عطرت نهار تلك الجلسة...والتى كلما سمعتها ترتسم فى مخيلتى صورة ربيع خيرى و هو يقدم و يحدثنا عن اغنية الشاعر الرهيف اسماعيل حسن و التى غناها الفنان عثمان مصطفى و لحنها و اهدها له ابو الفن السودانى الراحل محمد وردى...................
الخدود الشاربة من لون الشفق عند المغارب
ديل خدودك سيدي سيد الناس يا سيد الحبايب
العيون طرتني زول من أهلو غايب
والشعر في كتيفو يتهادل سبايب
والله مشتاقيـــــــــــن
في عينيك تظهر لي دنيا..دنيا شوقك فيها ظاهر
الأماني الحلوة هايمة زي بحور ماليها آخر
الكليمة طيبة منك زادى.. وحياتك لباكر
والامل فارد جناحو... ديمة زي عينيك مسافر
والله مشتاقيـــــــــــــن
الغروب يسألني منك..امسياتنا في شوقي اليك
الرمال الناعمة مشتاقة لمشيك
الطيور الراحلة في ضل المسا تسأل عليك
كيف تفارق الضفة والنيل هان عليك
والله مشتاقيـــــــــــــن
طال علينا فراقكم والله يا غايبين
قدر ما ننسى العلينا برضو مشتاقين
والله مشتاقيـــــــــــن اخى ربيع خيرى
[rtl] [/rtl]
[rtl] [/rtl]