كيف استشهد دكتور خليل ، وعلى يد من ؟ تابع ملحمة الدكتور خليل من الدوحة وحتى استشهاده ، مرورأ برحلة اخلاءه من طرابلس إلى دارفور ؟
القصة الكاملة لإستشهاد الدكتور خليل ابراهيم !
ثروت قاسم
هاك ، يا هذا ، مسرحية من التراجيديا الإغريقية ، في أحد عشر فصلأ ، كما يلي :
1 - الفصل الأول : كتيبة EPERVIER) ) !
(EPERVIER) كلمة فرنسية تعني الصقر! وهو الإسم الذي تعرف به القوات الجوية العسكرية الفرنسية المتمركزة في تشاد ، منذ فبراير 1986 وباستمرار حتى تاريخه ، حسب اتفاقية الدفاع المشترك بين
فرنسا وتشاد ! وإسم الصقر ، لم يعط لهذه القوات من فراغ , فهي سابحة في سماء تشاد ، تماما كالصقر, تعرف ما يجري في كل شبر في تشاد ودارفور 24 على 7 طيلة السنة ! بفضل تقنية الأقمار الإصطناعية المتوفرة لديها ، وطائرات المسح ، والتصوير الجوي المتاحة لها !
تستطيع هذه القوات تحديد مسار غنماية ضلت الطريق عن قطيعها في قرية الطينة في شرق تشاد – شمال دارفور ، واخطار الراعي بمكانها ، كما سوف نرى لاحقأ في هذه المقالة !
تتمركز هذه القوات الجوية في قاعدة كوساي الجوية ، بالقرب من مطار انجمينا ، وفي قاعدة كروسي الجوية في مطار أبشي !
شاهد الفيديو علي الرابط أدناه :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]2 – الفصل الثاني : الإتفاق الأمني بين تشاد والسودان !
زار المسيو اندريه بارانت مستشار الرئيس ساركوزي للشؤون الافريقية الخرطوم (الاحد 7 فبراير 2010م ) ، ليشكر الرئيس البشير على مساعدته في اطلاق سراح الرهينة الفرنسي ( لورنت موريس ) ، الذي اختطفته حركة الصقور الإفريقية الحرة ! أكد المسيو بارانت ، للرئيس البشير ، أن فرنسا سوف ترجع له الاسانسير يومأ ما ؟
وقد صدق المسيو بارانت وعده ، فأرجعت فرنسا الأسانسير للرئيس
البشير فجر الجمعة 23 ديسمبر 2011 ، كما سوف نرى لاحقأ ، في هذه المقالة !
بطلب من امريكا ، ضغطت فرنسا على الرئيس ديبي ( يناير 2010 ) لكي يطبع علاقاته مع نظام البشير ، لتهدئة الأوضاع في دارفور ، لضمان استفتاء سلس في جنوب السودان ، في يناير 2011 !
حسب جريدة لوموند الفرنسية ( عدد الثلاثاء 9 فبراير 2010م ) ، شعر الرئيس ديبي , بأن الدكتور خليل ابراهيم قد بدأ في نسج علاقات حميمة مع عسكريين تشاديين معاديين للرئيس ديبي , ومن نفس قبيلته وقبيلة الدكتور خليل ابراهيم ( الزغاوة ) ! وبدأ يخاف أن يقلب له الدكتور خليل ابراهيم ظهر المجن ؟ رغم أن قوات دكتور خليل ابراهيم كانت المنقذ الرئيسي للرئيس ديبي , إبان غزوة انجمينا ضد الرئيس ديبي ( فبراير 2008 ) ، التي اتهم الرئيس ديبي نظام البشير بالتواطوء مع المعارضة التشادية في شنها ضده !
تخوف الرئيس ديبي من صلات دكتور خليل ابراهيم مع من يعتبرهم الرئيس ديبي أعدائه , وضغوط امريكا وفرنسا ، دفعت الرئيس ديبي لكي يوقع اتفاقاً أمنياً مع نظام الإنقاذ يوم الجمعة 15 يناير 2010م !
يلزم هذا الإتفاق الرئيس ديبي بطرد ( قبل يوم الاحد 21 فبراير 2010م ) كل الحركات الدارفورية الحاملة للسلاح ، والموجودة داخل الاراضي التشادية !
وبموجب هذا الإتفاق استدعى جهاز المخابرات والأمن السوداني ( وليس القيادة السياسية ؟ ) للخرطوم كل قادة حركات المعارضة التشادية الموجودة داخل دارفور . وخيرهم بين الإتفاق السياسي الفوري مع نظام الرئيس ديبي , أو مغادرة دارفور ( تماماً كما فعل اللواء الزبير مع المعارض وقتها ديبي في عام 1990م ) !
ومن وقتها ، غادر كل قادة حركات المعارضة التشادية السودان ، إما إلى قطر ، أو إلى تشاد ، طوعأ أو مخفورين !
أصبحت السياسة المتبعة بين النظام في أنجمينا ، والنظام في الخرطوم هي :
شيلني واشيلك , وحك لي احك ليك ، بين الرئيس ديبي والرئيس البشير, لإنهاء الحرب بالوكالة بينهما ، ولضمان استفتاء سلس في جنوب السودان في يناير 2010 ! وكل ذلك بمساعدة ، وضغط امريكا وفرنسا ؟
تم تكوين قوة مشتركة (3000 عنصر ) من القوات التشادية والسودانية لتأمين الحدود التشادية / الدارفورية !
وحسب طلب الرئيس ديبي ، غادرت القوات الأممية ( المنوركات ) شرق تشاد , عند انتهاء عقدها في يوم الأثنين 15 مارس 2010م .
ولكن للأسف لم يستطع الرئيس البشير فعل نفس الشيء مع قوات اليوناميد في دارفور ؟ فالرئيس ديبي يسمع الكلام , وهو ولد فرنسا المطيع والمدلل !
3 – الفصل الثالث : نهاية EPERVIER) ) ؟
بعد تطبيع العلاقات بين تشاد والسودان ، وانتهاء الحرب بالوكالة بينهما ، بل التنسيق الأمني الكامل بينهما ، شعر الرئيس ديبي أنه لا يحتاج للقوات الجوية الفرنسية في تشاد !
في أغسطس 2010 ، طلب الرئيس ديبي من فرنسا سحب قواتها الجوية العسكرية من تشاد ، أو إبرام اتفاق عسكري جديد ، تلتزم فيه فرنسا بدفع ايجار سنوي لبقاء قواتها في تشاد ! ذلك أن فرنسا تدرب طياري سلاحها الجوي في سموات تشاد الخالية والواسعة !
مكون التدريب هو السبب الوحيد لإستمرار بقاء القوات الجوية الفرنسية في تشاد ، وليس لها من فائدة غيره ... بعكس ما سوف نرى لاحقأ في هذه المقالة !
في يوم الأربعاء 6 يوليو 2011 ، صرح الرئيس ساركوزي بأن كتيبة EPERVIER) ) الجوية سوف تستمر في تشاد ، وحتى إشعار آخر ، ربما لإتفاق جنتلمان عقده مع الرئيس ديبي !
ولا تزال كتيبة EPERVIER) ) الجوية معسكرة في مطاري انجمينا وأبشي !
سوف نرجع لها لاحقا في هذه المقالة ، بعد تخريمة صغيرة ، لوضع الأمور في سياقها وتسلسلها المنطقي والصحيح !
4 - الفصل الرابع : اتفاقية الدوحة !
اشتملت اتفاقية السلام الاطارية ( الدوحة - 23 فبراير 2010م ) بين نظام االبشير وحركة العدل والمساواة , على بنود تلزم الطرفين ، بوقف اطلاق النار ، وبالإفراج عن الأسرى من الجانبين !
امتثلت حركة العدل والمساواة لهذه البنود , وقامت بتسليم أسرى وجرحي نظام البشير ، في منطقة الطويشة ، في يوم الأثنين 24 مايو 2010م !
ولم يمتثل نظام البشير ببنود هذه الإتفاقية ! خرق وقف اطلاق النار أكثر من مرة ! ولا يزال أسرى حركة العدل والمساواة في سجون نظام البشير !
بدأ نظام البشير يرقص رقصة الأفاعي مع حركة العدل والمساواة ! وتدهورت العلاقات بينهما ( بدلا من أن تتحسن ) ، بعد توقيع اتفاقية السلام الإطارية ( الدوحة - 23 فبراير 2010م ) !
طلب نظام البشير من الانتربول القبض علي الدكتور خليل ابراهيم لمحاكمته في الخرطوم , للغزوة التي قادها بنفسه على ام درمان في مايو 2008م ! والتي من المفروض أن تكون اتفاقية الدوحة الإطارية ، بعد حوالي سنتين من الغزوة ، قد جبتها !
عمم نظام البشير طلباً ملحاً لكل الدول الإفريقية المجاورة , برفض استقبال الدكتور خليل ابراهيم في أراضيها , ومعاملته كمجرم هارب من العدالة ؟
وضغط نظام الإنقاذ على تشاد لتمنع الدكتور خليل ابراهيم من دخول تشاد , عابرأ إلى دارفور !
5 - الفصل الخامس : دكتور خليل معتقل في مطار أنجمينا !
اذعنت تشاد لطلب نظام البشير , حسب الإتفاقية الأمنية التي تم ابرامها بين الدولتين في يناير 2010م !
وصل دكتور خليل إلى مطار انجمينا في يوم الأربعاء 19 إبريل 2010 ، قادمأ من طرابلس ، في طريقه إلى دارفور ، حيث تتمركز قواته !
رفضت سلطات مطار انجمينا السماح لدكتور خليل ابراهيم وصحبه الكرام بدخول تشاد ، عابرين إلى دارفور ! ومزقت أوراقهم الثبوتية ، وارجعتهم في نفس يوم الأربعاء 19 أبريل 2011 إلى طرابلس ، بعد احتجاز لمدة 17 ساعة ، داخل طائرتهم ، في مطار أنجمينا !
6 – الفصل السادس : دكتور خليل في المعتقل في طرابلس ؟
عند وصول دكتور خليل وصحبه إلى طرابلس ، اعتقلهم القذافي ، بدعوى عدم السماح لهم بالقيام بأعمال عدائية ضد نظام البشير !
ظل الدكتور خليل ابراهيم معتقلا سياسيا في طرابلس ، في غرفة بسيطة ، لأكثر من 17 شهرا ( من يوم الأربعاء 19 ابريل الي يوم الأثنين 12 سبتمبر 2011 ) ، وغير مسموح له بالتحرك والخروج إلا لصلاة الجمعة ، برفقة رجال الأمن الليبيين ، والعودة تحت الحراسة الأمنية المشددة ، إلى غرفته !
دس نظام البشير غواصة من أهل دكتور خليل ، بين مرافقيه ! قامت هذه الغواصة بدس السم في طعام دكتور خليل ! وكاد دكتور خليل يموت جراء تسممه ، لولا لطف الله !
سوف يتكرر فيلم الغواصة لاحقأ ، في هذه المقالة ، فترقبوه !
7 – الصل السابع : الهجرة إلى دارفور !
بعد تفجير الثورة في ليبيا ، أهدى نظام البشير للثوار ، كميات معتبرة من الأسلحة الخفيفة ، والذخيرة ! طلب نظام البشير من الثوار ، في المقابل ، تسليمهم دكتور خليل ، للمحاكمة في الخرطوم ، كونه متهم هارب من العدالة !
نجحت قوات حركة العدل والمساواة في اخلاء دكتور خليل من طرابلس إلى دارفور !
كانت خطة الإخلاء عبر الصحراء الكبرى ، حيث قطعوا مسافة أربعة آلاف و500 كيلو مترا من طرابلس إلى شمال دارفور ! جهزت قوات الحركة طريق الإخلاء عبر عدة محطات ، ووفرت الوقود بواسطة ثمانية متحركات على طول وعرض الصحراء ! كانت رحلة الإخلاء مصحوبة بالقصف الجوي المستمر ، من داخل ليبيا وحتى داخل دارفور ! كما زرعت قوات البشير الغامأ على مضايق الجبال ، ونقاط المرور على الطريق الصحراوي !
رغم المصاعب المذكورة أعلاه ، ومثلها معها ، وصل دكتور خليل من ليبيا إلى منطقة أم جرهمان في شمال دارفور ، سالمأ سليمأ ، في يوم الأثنين 12 سبتمبر 2011 !
وبدأت كوابيس وهضربة الرئيس البشير ... النهارية والليلية !
8 - الفصل الثامن : كتيبة (EPERVIER) تاني ؟
طلب الرئيس البشير من الرئيس دبي المساعدة ، عن طريق كتيبة (EPERVIER) الفرنسية ، في تحديد مكان تواجد دكتور خليل ، في دارفور ، لكي تتم تصفيته !
نقل الرئيس دبي الطلب للرئيس الفرنسي ساركوزي ، بتوصية شديدة منه ، لتصفية دكتور خليل بواسطة كتيبة (EPERVIER) ! ذلك أن القوات المسلحة التشادية وكذلك السودانية ، لا تملك التقنيات الذكية ، لتحديد مكان تواجد الدكتور خليل ، وقصف شخصه !
ولكي يضعا الرئيس البشير في جيبهما !
طائرات الأنتونوف العويرة ، ترمي القنابل عشوائيأ ، ولا يمكن الإعتماد عليها في قصف شخصية دكتور خليل ! حتي ولو كان كباتنتها من الأوكرانيين القطريين ، الذين تموج بهم حامية الأبيض الجوية !
9 – الفصل التاسع : موافقة ساركوزي !
حسب جريدة
La- Croix . com
الإلكترونية الفرنسية (عدد يوم الأثنين 14 نوفمبر 2011 ) ، وافق الرئيس ساركوزي على لعب اللعبة ، وأصدر الأوامر اللازمة !
بدأت كتيبة (EPERVIER) في مسح اقليم دارفور ، ابتداء من يوم الأثنين 10 أكتوبر 2011 ، عن طريق الأقمار الإصطناعية ، بحثأ عن دكتور خليل !
اعتبرت الكتيبة دكتور خليل كهدف ، يتم تدريب الطيارين ، على تحديده ، وقصفه !
دكتور خليل وينو ؟ شالو الدودو !
10 – الفصل العاشر : الغواصة الزغاوية تاني ؟
بدأت المخابرات التشادية في تجنيد شاب من أبناء عمومة الدكتور خليل ابراهيم ، وزرعه في مجموعة الدكتور خليل القريبة منه ! ونسبة لطيبة دكتور خليل وثقته في اهله المقربين ، لم يتخذ الإحتياطات اللازمة !
نجحت الغواصة الزغاوية في زرع شريحة الكترونية تحت السرير الذي ينام عليه دكتور خليل ، في المعسكر !
هذه الشريحة مبرمجة لتستقبل الصاروخ ، الذي ينطلق من الطائرة الميراج لكي يلتصق بها ، اينما وجدت ... كما يجذب المغناطيس قطعة الحديد !
ثنائية عاشق ومعشوق !
11 - الفصل الحادي عشر : المجزرة !
في يوم الجمعة الموافق 23 ديسمبر 2011 ، وفي تمام الساعة الثالثة صباحا ً، قبل صلاة الفجر بحوالي ساعتين ، للتأكد من نوم دكتور خليل على سريره ، قبل قيامه للصلاة ! أرسلت طائرة ميراج حربية تابعة لكتيبة (EPERVIER) ، ومحلقة ، فوق منطقة معسكر دكتور خليل ، في منطقة أم جرهمان ، في شمال دارفور ، وعلى ارتفاع لا تراه العين المجردة ، صاروخ ذكي جو - أرض ، مبرمجأ لكي يلتصق بالشريحة الإلكترونية ، التي ثبتتها الغواصة الزغاوية تحت سرير دكتور خليل !
التحم الصاروخ الذكي بمعشوقته ( الشريحة الإلكترونية المثبتة تحت سرير دكتور خليل ) ، وانفجر لحظة الإلتحام !
تناثرت جثة الدكتور خليل ، وجثة حارسه ، النائم على سرير بالقرب منه لحراسته ، إلى قطع صغيرة ، جمعتها قواته ، ودفنتها ، بعد صلاة الفجر ، في نفس يوم الجمعة 23 ديسمبر 2011، في قرية الطينة ، في شمال دارفور ، مسقط رأس دكتور خليل !
اخطر الرئيس ساركوزي الرئيس دبي ، صباح الجمعة ، بتصفية دكتور خليل ، وأوصل الرئيس دبي الخبر حالأ لصديقه الرئيس البشير !
شرب الرئيس البشير الأنخاب مع صديقه ( في الاوكامبويات ) الفريق عبدالرحيم محمد حسين !
ينتظر الرئيس دبي الآن الحلاوة من صديقه الرئيس البشير ( شنطة مدنكلة ) ! والرئيس ساركوزي من الرئيس ديبي ( السماح للكتيبة الجوية الفرنسية بالبقاء في تشاد الي أجل غير مسمي ) !
حار حار ، وفي يوم السبت 24 ديسمبر 2011، وبعد يوم واحد من الكتلة ، زار المسيو مارك لافنير ،وزير المحاربين القدامي الفرنسي ، الرئيس ديبي في أنجمينا ، واتفقا على بقاء الكتيبة الجوية الفرنسية في تشاد ، وعلى زيادة عدد الطائرات الحربية فيها !
معادلة كسبان- كسبان ، على رفات دكتور خليل ؟
لم يعلن نظام البشير النبأ ، إلا يوم الأحد ، بعد أخذ الإحتياطات اللازمة ، لتأمين العاصمة المثلثة ، من خطر هجوم انتقامي من حركة العدل والمساواة ، للثأر لدكتور خليل !
وتلى ذلك بعض الأخبار المشوشة المتناقضة من إعلام الأبالسة المساري ، للتغطية على دور تشاد وفرنسا في المجزرة !
نتمني أن تكون الوقائع المذكورة في هذه المقالة ، قد أثبتت عدم صحة الفرية المشار اليها ، في مقالتنا السابقة ، والتي ادعت ، زورأ ، إستشهاد الدكتور خليل في منطقة دار حمر في شمال كردفان ، على أيادي جنجويد دار حمر !
انتهي فصل نبيل في حياة مناضل جسور ، ليبدأ فصل آخر في كفاح حركة العدل والمساواة ... وحتى النصر المبين !
نواصل ...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]